أجمل الحكم والعبر في الحياة

أجمل الحكم والعبر في الحياة

أجمل الحكم والعبر في الحياة تترك الحكم والأقوال التي نقرؤها صدىً في داخلنا، ربّما لأنّها تفسّر واقعاً نعيشه، أو لأنّها تصف مرحلةً أحببناها، لكنّها الآن ماضٍ وانتهى. وفي هذا المقال نذكر مجموعةً من الحكم والعبر.

أجمل الحكم والعبر في الحياة

القدوة

القدوة هو من نتبعه و نسير على خطاه , و لا يوجد من هو أفضل من رسولنا الكريم صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم من نتبعه و نسير على خطاه في كل شي في معاملاتنا بالأسرة أو المجتمع , سواء بصفته رسول عليه الصلاة و السلام أو أب أو جد أو ولي أمر أو حاكم أو قائد أو جار أو عابد أو تاجر فهو قدوتنا المطلقة في هذه الحياة فإذا أردت أن تتعلم بأمور الأخلاق فارجع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم , بأمور الحُكُم ارجع إلى سيرته , بأمور التربية ارجع إلى سيرته , أي أمر تحتار بأمره في حياتك , أما بالنسبة لباقي الناس فيمكنك أن تتخذهم كقدوة لك في حياتك و لكن في مجال معين من شخصياتهم أو من سيرة حياتهم , فتتخذ شخص ناجح بعمله قدوتك في مجال العمل , شخص متميز و ناجح تتخذ من نجاحه و تميزه قدوةً لك , فبدلاً من أن يكون لك قدوة واحد اتخذ أكثر من قدوة في أكثر من مجال سواء أحياءً كانوا أو أمواتاً , و اتخاذ الناس قدوة يكون بالقراءة عنهم أو بمعاشرتهم و معرفتهم أو أن تحاول تنجز مثلما أنجزوا , بمعنى آخر تقلدهم و لكن ليس تقليداً أعمى , فيمكنك أن تتخذ شخصاً من ديانةً أخرى أو من بلدٍ آخر كقدوة في مجالٍ ما مثلاً في مجال تربية الأبناء و لكن يجب أن تتخذه قدوة و تتبعه طريقته و تعدلها بما يناسبك كأب في مجتمع إسلامي عربي و لا تقلده تقليداً أعمى فتُضيع نفسك و أبناءك , و هذا ما يسمى ” إتباع” و قد سمح رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم بإتباع أهل الكتاب بما لا يتعارض مع ديننا و لكن نهى عن التقليد الأعمى لهم , و تذكر أيضاً بأن لا يجب أن يكون من تقتدي به شخصيةٍ مشهورة و كُتِب عنها الكتب و تحدث الناس عنها , بل تستطيع أن تتخذ من أحد أقاربك الناجحين كقدوةٍ لك خاصةً و إنه سيكون من السهل عليك أن تلاحظه و تراقبه عن قرب , و كن أنت قدوةً لمن حولك , و لا تشترط بأن يكون قدوتك شخصاً أكبر منك فقد تتعلم الكثير مِن مَن هم أصغر منك و أكثر خبرة في مجالٍ ما فتستفيد منهم , فليس معنى أن تكون كبيراً هو أن تكون عالم بكل شيء و خبير فيه .

لنكتب آلامنا وأحزاننا على صفحة الرمال الذهبية

أجمل الحكم والعبر في الحياة:

القصة تبدأ عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه. الرجل الذي ضرب على وجهه تألم ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي . استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا. الرجل الذي ضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، ولكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق. وبعد أن نجا الصديق من الموت قام وكتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي . الصديق الذي ضرب صديقه وأنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟ فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، ولكن عندما يصنع أحد لنا معروفاً فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحوها .. تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال وأن تنحتوا المعروف على الصخر

لتغيير شيء إفعل أكثر من شيء

المقصود بذلك هو أن تبذل كل جهدك و تستغل كل فرصة متاحة لك لتساعدك على تحقيق هدفك أو التغيير المطلوب في حياتك, و تستخدم كل أداة ممكنة و من هذه الأدوات نذكر الآتي:

  • * حضور دورة تدريبية: حضور الدورات التدريبية سيجمعك مع من يشاركونك نفس الهدف أو الاهتمامات فتستفيد منهم و يستفيدون منك بالإضافة إلى الاستفادة من الدورة نفسها و الخبرات التي ينقلها لك المدرب
  • * حضور محاضرة : مرة بين الحين و الآخر تحضر محاضرة قد تلفت انتباهك عن شيء أغفلته أو تريك الأمور من ناحية أخرى و لله الحمد في الآونة الأخيرة انتشرت المحاضرات بجميع أنواعها في مجتمعنا خصوصاً تلك التي تعنى بأمور الذات و تطوير الذات
  • *قراءة كتاب مختص : و لله الحمد هناك الكثير من الكتب بجميع أنواع المجالات و متوفرة في كل مكان و خاصةً بعد انتشار ظاهرة الكتب الالكترونية و هي استخدام جيد للتكنولوجيا , فنحن أمة “اقرأ” و يجب أن نعمل على أساس ذلك و ليس فقط مسمى ! , فلا ننسى أن ما وصل إليه العالم اليوم كله بفضل الكتابة و التدوين و القراءة و متابعة من عاشوا قبلنا و ما أنجزوا , و أن أول ما أُنزل على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كانت كلمة ” اقرأ” , و فضل طلب العلم و إنه طريقٌ للجنة , لذلك فإن القراءة مهمة جداً و نحمد الله إن الكتب الآن متوفرة بجميع أنواعها و بألوان و أشكال بغاية الروعة , و بأرخص الأسعار و بكل اللغات , باختصار تم توفير كل ما يخطر ببالك فقط لكي لا تكون لك حجة ضد القراءة , فبالقراءة ستعيش مع الكاتب و تفكر بأسلوبه و تشعر بمعاناته و تتفهمها و ذلك سيفيدك بتحقيق غايتك
  • * قراءة مجلة مختصة : فاليوم نرى العديد من المجلات المتخصصة بجميع المجالات تقريباً مطبوعة أو الكترونية , فهي باختصار تجمع كل ما يخص مجالك من استشارات و مقالات و مقابلات و كل شيء يهمك .
  • * ملاحظة أحد المتميزين الذين حققوا نفس الهدف أو قراءة سيرة من مات منهم: اتخذهم قدوةً لك و ابدأ من حيث انتهوا
  • * التعلم من تجارب سابقة ناجحة فتكررها و أخرى فاشلة فتتجنبها : فلا بأس من تقليد أو تكرار شيء إذا كان ناجحاً و لا تحزن إذا كان هناك من قلدك ليصبح ناجح مثلك فإتباع الغير لك و تقليدهم لك دليل على نجاح فكرتك , و لا تكرر أخطاء الآخرين فلا فائدة من أن تعيد أخطائهم بل الحكمة تجنبها , ممكن لو كان لديك إضافة لما ارتكبوا خطأً فيه أو علمت كيف تصحح أخطائهم
  • * متابعة الإعلانات في الشوارع و الصحف و المجلات عن الأشياء التي تتعلق بهدفك
  • * مشاهدة برنامج مختص في الفضائيات أو سماعه من الإذاعة أو عبر إصدارات صوتية : فلا ننكر تأثير وسائل الإعلام في وقتنا هذا , فلنستفد من هذا التأثير بشكل إيجابي
  • * حضور مؤتمر يتعلق بذات الهدف
  • * استشارة مختص أو خبير في نفس المجال: سواء كانت استشارة شخصية أو هاتفية أو عن طريق الانترنت
  • * الانضمام إلى النوادي الثقافية أو اجتماعية أو دينية أو جمعيات نفع عام: فهي تمكنا من تحقيق أهدافنا و تكسبنا علاقات اجتماعية في نفس الوقت
  • * تخيل الحياة المستقبلية و قد حققت فيها ما تريد

أدوات تنفيذ تتلخص بالآتي:

  • * القيام بأفعال متنوعة مثل ( مراسلات – توسطات – خبرات و شهادات)
  • * تكوين صداقات و علاقات من نفس المجال
  • * العمل الرسمي أو التطوعي في الجهات التي تخدم طموحاتك

و بالنهاية يجب أن تغير من نفسك و تطور خصوصاً من الناحية النفسية و الإيمانية فإن كان الجانب النفسي و الإيماني سيء فلن تستطيع المواصلة لذلك يجب أن تغير من نفسك تغيير شامل بتلك الجوانب .

تقدير الذات

أجمل الحكم والعبر في الحياة:

في عقلك أكبر إمبراطورية تفاؤلية في العالم فلا تحزن قال سبحانه وتعالى “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا “[الإسراء/70، ] ما سر هذا التكريم ؟وما سر هذا التفضيل على سائر الخلق ؟ هناك سر عجيب وكبير لدى هذا الإنسان سر النجاح سر العظمة سر التفوق والإبداع سر التفكير سر السرور سر السعادة سر الحب …..أسرار عظيمة تملكها أنت!!إنه العقل البشري!!يقول الدكتور بولس “اكتشف العلماء في القرن العشرين أن الإنسان يولد وتولد معه حوالي 120بليون خلية نشطة في مخه بمعنى لو قدر أن عدد سكان الكرة الأرضية مع بداية القرن الواحد والعشرين بستة مليارات شخص: “عدد خلايا العقل 1000.000.000.000″ عدد سكان الارض 6000.000.000” أي أن عدد خلايا العقل في رأسك يفوق عدد سكان كوكب الأرض ب166 مرة!! أن تتخيل مدى انبهار العلماء بهذا الكشف المذهل حيث أنهم شعروا أيضا بمدى تفوقهم العقلي.. هذا يعني أنك مسؤول في الواقع عن قيادة وتغذية وتحمل مسؤولية حياة ونشاط وتوجه ملايين وملايين من الكائنات الذكية الحية التي تعتبر كل منها بمثابة عبقرية! أي أنها تضاهي عظمة أي إمبراطور يدير العالم!!مستحيل أن تضيع في هذا الفضاء الكبير المليء من خلايا الأمل والتفاؤل والنجاح والسعادة!! يالك من عظيم حينما تكون أكبر من أن تقلق وأنبل من أن تحزن وأقوى من أن تخاف وأسعد من أن تسمح للمتاعب والآلام أن ترافقك! نعم أكبر حينما تطلق هذه الخلايا لتعمل بك ساعة من السرور وساعة من الطمأنينة وساعة من السعادة وساعة من الحياة الطيبة, اقترب من نفسك جيدا واحتضن ذاتك تملك هذه الكنوز وهذه المجوهرات وتحزن !!

كنوز الرضا وكنوز الجمال وكنوز النقا وكنوز الحياة في داخلك وتقلق !!خلايا تحارب الحزن وخلايا تواجه التحديات وخلايا تجعلك عظيما وخلايا وخلايا……وتحزن!!!نحن بحاجة حقيقة إلى بعث النفوس من قبور الألم والأسف إلى جنان الإبصار في قاع أنفسنا “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”. يقول د:جمال ماضي: أتعجب كثيرا ممن يبحثون عن تعزيزات لأنفسهم من البيئة التي تحيط بهم , أو الظروف الخارجية , ومما يزيد العجب أنهم يجهدون ويجتهدون ويواجهون مشكلات كبيرة , ويستمرون ويصرون , وفي النهاية لا يجدون إلا لافته كبيرة مكتوب عليها : ( السر العظيم ابحث عن القدرات في داخلك , ارجع و ابحث عنها ستجدها )

وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

أجمل الحكم والعبر في الحياة:

كان يوجد ملك معروف بتشاؤمه و كان له وزير عكسه تماما,و كان يستشيره في كل شيء وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان …. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير: ” لعله خيراً ” فيهدأ الملك. في أحد المرات خرج الملك إلى الصيد ورافقه الوزير وفي هذه الرحلة أصيب الملك في يده و اضطر إلى قطع أصبعه وهو متذمر جداً قال له الوزير لعله خيرا؟ فغضب الملك غضبا شديدا وأمر بحبسه وفي طريقه إلى السجن قال: لعله خيراً -متفائل- ومرت الأيام والشهور, خرج الملك كعادته لممارسة هوايته المفضلة -الصيد- وأثناء مطاردته لفريسته ابتعد كثيرا عن حرسه المرافقين له,و دخل إلى قبيلة في الأدغال, وكانوا يمارسون طقوسهم والتي تتمثل في تقديم قربان إلى الآلهة-أي شخص غريب يدخل قبيلتهم, وقد كان الملك؟ فربطوه و بينما هم يستعدون لقتله رأوا أصبعه المقطوع فأمرهم زعيمهم أن يطلقوا سراحه لأن القربان يجب أن يكون شخصا كاملا وفاخراً, وحين عودته أمر بإطلاق سراح وزيره, وروى له قصته وبين له كيف أن إصبعه المقطوع هو الذي نجاه من الموت وأنه عنده حق في كلامه, ولكنه سأله قائلا: لقد سمعتك تقول وأنت ذاهب إلى السجن لعله خير ؟ وهل في السجن خير؟ فرد الوزير: يا أيها الملك لو لم أدخل السجن لكنت معك في رحلة الصيد و أنا ليس في جسمي عيب, لتركك أهل القبيلة و لقدموني أنا بدلا منك إلى آلهتهم قربانا…؟ فكان في صنع الله كل الخير فعليك بالتفاؤل والرضا بما كتب الله   وتذكر (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)!! وتأمل قول الله  صلى الله عليه وسلم “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” رواه مسلم . يقول القرني:فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء . فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى. فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا.

لاتدع الضعف يدمرك

لقد قص علينا ديل كارنيجى قصة رجل أصابته قرحة في أمعائه بلغ من خطورتها أن الأطباء حددوا له أوان وفاته ٬ وأوعزوا إليه أن يجهز كفنه. قال: “وفجأة اتخذ هاني`( اسم المريض ) قرارا مدهشا. إنه فكر في نفسه إذا لم يبق لي في هذه الحياة سوى أمد قصير ٬ فلماذا لا أستمتع بهذا الأمد على أكمل وجه ٬ لطالما تمنيت أن أطوف حول العالم قبل أن يدركني الموت ٬ فها هو ذا الوقت الذي أحقق فيه أمنيتي. وابتاع تذكرة السفر ٬ فارتاع أطباؤه وقالوا له: إننا نحذرك ٬ إنك إن أقدمت على هذه الرحلة فستدفن في قاع البحر ٬ لكنه أجاب: كلا ٬ لن يحدث شيء من هذا ٬ لقد وعدت أقاربي ألا يدفن جثماني إلا. في مقابر الأسرة.” وركب `هاني السفينة ٬ وهو يتمثل بقول الخيام : انعم أقصى النعيم بما ملكت يداك قبل أن توسد اللحد فلا شيء هناك سوى تراب من تحتك وتراب من أعلاك
وبدأ الرجل رحلته بسعادة وسرور وأمل وطاقة ايجابية ٬ وأرسل عبارة لزوجته تعبر عن مدى السعادة والراحة النفسية التي شعر بها في رحلته: `لقد تمتعت في هذه الفترة بما لم أتمتع به في ماضي حياتي `  ثم يروي ` ديل كارنيجى ` أن الرجل صح من علته ٬ وأن الأسلوب الذي سار عليه أسلوب ناجح في قهر الأمراض ومغالبة الآلام … لقد أيقن الرجل أن ساعته حانت فلم تفزعه رهبة الموت٬ وبنى مسلكه عقب تكشف مصيره له على انتهاز كل لحظة اللعب من المتع الميسرة. فإذا هو بما عراه من سرور مذهل يتغلب على القرحة المعوية ويستعيد عافيته الأولى . ونحن لا ننكر آثار الانتعاش النفسي في هزيمة الصعاب ٬ ونعترف ما لارتفاع القوى المعنوية من استهانة بالتعب ٬ واستطالة على العوائق ٬ وانتصار في أغلب معارك الحياة. ماذا لو قرر الأطباء أنك تموت الآن فهل حقا ستموت ؟
بالطبع لا يملكون هم حياتا ولا موتا ولكنك أنت ببساطة تموت عفويا إذا استسلمت لليأس  , وماذا لو قررت أن تحيا وتستمتع بمباهج الحياة وترتوي بماء التفاؤل وتغدق على نفسك بأغاني الفرح . ألا ترى نفسك رغم وجود المرض فيك لكنك لا زلت تتحرك إنك لم تمت نعم لم تمت!! . – يقول د:جمال ماضي: لا تدع الضعف يدمرك أشد من الضعف التفكير في الضعف , بكافة أشكاله من العجز والكسل والفقر والهم والحزن , فالقناعة بأننا ضعفاء يقضي على كل أمل , فقناعة الفقير بأنه فقير يدمر كل أمل في حياته , وكذلك العاجز والكسلان والمهموم , ومن هذا الباب كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من وجودهم لنحيا بالأمل ونعيش سعداء
فمشكلة الكثير أنهم يفتقدون إلى الثقة بقدرتهم على تجاوز الضعف والفقر والمرض , فيقع فريسة ضعفه , وضحية فقره , وذبيحة عجزه , فيصبح منهوشا مأكولا منهوبا من كل من طل وهب ودب !! , فهل هذه قيمة الإنسان في الحياة ؟ ! .
إذا سيطرنا على ضعفنا الداخلي وشعورنا الذي نعرفه ولا يعرفه أحد , لأنه في أعصابنا نحن وفي دمائنا نحن , نستطيع وبجدارة فائقة أن نسيطر على الأشياء الخارجية , نوجه أفكارنا , ونحقق أحلامنا , ونسيطر على أحداث الحياة , نخطط لها ونديرها وإلا كان الدمار !! .
فالرياح العاتية والعواصف الهادرة لا يبقي أمامها إلا الأقوياء ,أما غيرهم فهم في عداد المدمرين الهالكين المسحوقين , لاستسلامهم لضعفهم الداخلي وقناعتهم بذلك , فقدوا قيمتهم فأصبحوا رقما زائدا في الحياة لا وجود له ولا مقام مع أنه يحتل جزءا من هواء الكون كغيره من الكائنات , فعلام يحزن أحدنا ,  لا تدع الضعف يدمرك .

لا تنتظر ردا لجميلك

ذكر أن أشعب سافر مع رجل من التجار وكان هذا الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع حتى تعب وضجر وفي طريق رجوعهما نزلا للغداء فأما أشعب فتمدد على الأرض وأما صاحبه فوضع الفرش وأنزل المتاع ثم التفت إلى أشعب وقال له : قم أجمع الحطب وأنا أقطع اللحم فقال أشعب : أنا والله متعب من طول ركوب الدابة فقام الرجل وجمع الحطب ثم قال يا أشعب ! قم أشعل الحطب فقال : يؤذيني الدخان في صدري إن اقتربت منه فأشعلها الرجل ثم قال يا أشعب قم ساعدني لأقطع اللحم فقال : أخشى أن تصيب السكين يدي فقطع الرجل اللحم وحده ثم قال: يا أشعب قم ضع اللحم في القدر واطبخ الطعام فقال يتعبني كثرة النظر إلى الطعام قبل نضوجه فتولى الرجل الطبخ والنفخ حتى جهز الطعام وقد تعب فاضطجع على الأرض وقال: يا أشعب قم جهز سفرة الطعام وضع الطعام في الصحن فقال أشعب :جسمي ثقيل ولا أنشط لذلك فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ثم قال : يا أشعب قم شاركني في أكل الطعام فقال : أشعب قد استحييت والله من كثرة اعتذاري وها أنا أطيعك الآن ثم قام فأكل !!. تفائل فقد تبتلى بأشعب زمانك وما أكثرهم ولكن لا تحزن عاملهم بإحسانك إليهم وتبسمك في وجوههم ولا تنتظر منهم شكرا أو ردا لجميلك معهم فهم طبعوا على الجحود والنكران وكما قيل اتقِ شر من أحسنت إليه. إنك تخطيء حينما تنتظر منهم إجابة عاملهم لوجه الله وطلب الأجر منه سبحانه وتناسى ماضي أفعالهم معك .

فكر بإيجابية واستخدم زر الخيار الافضل

جيري مدير لمطعم , وهو دائماً في مزاج جيد وعندما يسأله شخص ما, كيف الحال؟ فإنه يجيبه على الفور

العديد من موظفي مطعمه تركوا وظائفهم وانتقلوا معه عندما انتقل إلى مطعم آخر, وذلك لكي يظلوا معه لماذا؟؟؟ لأن جيري كان يغمر كل من حوله بجو من التشجيع والحماسة فإذا مر أي موظف بيوم سيء فإن جيري سوف يكون هناك لمساعدته و ليعلمه كيف ينظر إلى الموضوع بشكل إيجابي وبعد رؤية هذه التصرفات منه جعلني أفكر.. ثم أسأله أنا لا أفهم, كيف يكون بإمكانك أن تكون إيجابياً كل الوقت ؟؟ فرد عليه جيري كل صباح عندما استيقظ يكون عندي خيارين استطيع أن أكون في مزاج جيد أو أن أكون في مزاج سيء و أنا أختار دوماً أن أكون في مزاج جيد وفي كل مرة يحصل شيء سيء يكون عندي أيضاً خيارين إما أن أكون الضحية وإما أن أتعلم من الأمر وأنا دائماً أختار أن أتعلم من الأمر وفي كل مرة يتقدم أحدهم بشكوى يكون عندي خيارين إما أن أقبل هذه الشكوى وحسب وإما أن أوضح للشخص الجانب الإيجابي من الأمر فقلت له : لكن ذلك ليس بالأمر السهل فرد جيري: كلاّ.. إنه أمر سهل إن الحياة بشكل عام تتعلق بالخيارات وإذا اختصرت المواقف التي تمر معك فإنك سوف تجد أنها في النهاية تكون عبارة عن خيارات فأنت تختار كيف تكون ردة فعلك في موقف معين وكذلك تختار كيف سوف يكون تأثيرك على الآخرين وتختار أيضاً أن تكون بمزاج سيء أو جيد وبالنهاية فإنه خيارك كيف تحي حياتك عندك الخيار إما أن تستمتع بحياتك وإما أن تكرهها والشيء الوحيد الذي تملكه حقاً و الذي لا يستطيع أي شخص أن يأخذه أو يتحكم به هو … نظرتك للحياة، فإذا تمكنت من الاهتمام بذلك كل شي في الحياة سوف يصبح أكثر سهولة!. لا تكن يائساً وتنظر للجانب السيئ من الأمور وتتناسى الجانب الآخر لا تكن محطماً وترى اللون الباهت وتغفل عن اللون الناصع المشرق بل على العكس من كل هذا.. كن متفائلاً،، وافتح صفحات النور ولا تقرأ حرفاً من صفحات الظلام .. انظر للنصف المملوء من الكأس ولا تبالي بالفارغ منه .. كن دائماً على ثقة بأن الله يمهل ولا يهمل .. اقتنع بأن حزنك اليوم سيكون فرحاً في الغد بصبرك .. تفاءل بأن الدنيا ستفيض عليك بالفرح وتملئ أيامك بالسرور .. ابتعد عن اليأس ، فما من قلب سكنه اليأس إلا ودمره .. كن شجاعاً .. ولا تجعل لليأس سلطة عليك بل تمرد عليه بصبرك وإيمانك وحطم ذراته وابني كيانك المتفائل لتعيش مرتاح البال ولا تنسى أن كلام الله وكتابه الكريم أفضل ما قد يسمع أو يقرأ وقت الشده والضيق ليزيل الهم والغم هكذا ستكون متفائلاً سعيدا.

ابحث عن نفسك وأطلق عملاق السعادة

أجمل الحكم والعبر في الحياة:

يحكى أن مزارعاً ناجحاً يعمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس، والذي يجده منهم يصبح غنياً جداً، فتحمس للفكرة، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس. ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك، غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد، فوجد ثانية وثالثة. ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس. ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك، ومع ذلك فأنت لا تراها، وتذهب تبحث عنها بعيداً. “إن السعادة التي تنشدها موجودة بالقرب منك.. بل إنها فيك! في تفكيرك المبدع.. في إرادتك وتصميمك في عزيمتك الجادة في قلبك المشرق بالخير العامر بالإيمان .. أنت من يملك زرع السعادة أو التعاسة.. وبذور التفاؤل أو التشاؤم … فمن زرع خيرا وجد خيرا… ومن زرع شوكا فإنه لا يجني منه عنبا!!. إن سيطرت عليك افكار السعادة والحب والانشراح والتفاؤل فثق أن القلق لن يطرق لك بابا… وأن الحزن لن يعرف لك دربا … أما إن كنت تردد يوميا … رزقي قليل ليس لي حظ … لا يحبني أحد .. لن أتغلب على مشكلاتي .. أهلي مزعجون .. أولادي مقصرون .. قدراتي ضعيفة .. ليس لدي مواهب .. لن احصل على عمل .. أنا فقير ومدين ومريض .. فإنك بذلك لا تكتفي بأن تجعل بينك وبين السعادة حاجزا بل تعقد فوق ذلك صفقة دائمة مع القلق والحزن والكآبة والنتيجة.. أمراض ومصائب,,, القلق وحده يقتل العشرات بل مئات الآلاف من الناس سنويا فضلا عما يسببه من أمراض كالقرحة والسكري وارتفاع ضغط الدم وانخفاضه وأمراض القلب وبعض أنواع الشلل كما يسبب أمراضا نفسية قد تؤدي إلى الانهيار العصبي “

رضا الناس غاية لا تدرك

اذا ضحكت قالوا: ألا تحتشم ؟ وإذا بكيت قالوا: ألا تبتسم ؟ وإذا تبسمت قالوا: يرائي بنا وإذا عبست قالوا: بدا ما كتم وإذا سكت قالوا: كليل اللسان وإذا نطقت قالوا: كثير الكلام وإذا حلمت قالوا: صنيع الجبان ولو كان مقتدرا لانتقم وإذا بسلت قالوا: لطيش به وما كان مجترئا لو حكم.

كلام الناس مثل الصخور.. إمّا ان تحملها على ظهرك “فينكسر”، أو تبني بها برجاً تحت أقدامك فتعلو “وتنتصر”

فأيقن أنك مهما حاولت إرضاء الناس فلن تستطيع ولن تستطيع أبدا!!! . من أرضى الناس مات هما , الناس يريدونك كما يريدون هم لا كما تريد أنت ! يسعون لإرضاء ذواتهم وجلب المصالح لهم ويهمشونك من دائرة رؤاهم فالناس مهما بلغوا من إرضائك أو سخطك فإن هذا كله لا يساوي رضاك عن نفسك , إن هناك أناس مزعجون وغوغاء طفيليون رسموا حياتهم جحيما للشر فما عليك إلا أن تصبر عليهم إلى أن تلقى الله وقد حفلت بالأجر الكبير لقاء صبرك عليهم , هم حتما لصوص الحياة واللص لا يدخل إلا مع معمعة الظلام .  يقول الشافعي رحمه الله “رضى الناس غاية لا تدرك ,فعليك بالأمر الذي يصلحك فلزمه, ودع ما سواه فلا تعانه, فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور, وارضاء الخالق مقدور ومأمور!!” خذ هذه القاعدة “لا نجاة من الموت ولا سلامة من الناس”.

المتفائل يفكر بالحل والمتشائم يفكر بالمشكلة

رُوي أن رجلاً جاء إلى سليمان بن داود عليه السلام وقال: يا نبي الله، إن جيراناً لي يسرقون إوزي فلا أعرف السارق، فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم، وقال في خطبته: إن أحدكم ليسرق إوز جاره ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح الرجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فهو صاحبكم.

اجعل نظرتك للحياة ايجابية

يروى  أن مزارعًا فقيرًا في قرية كان يملك حصانًا، وكان أهل القرية كذلك مزارعين فقراء ولكنهم لا يملكون أي حصان, وفي ذات صباح تجمع أهل القرية عند المزارع الفقير وقالوا له: ما أسعدك! ما أحسن حظك! كلنا لا يملك حصانًا وأنت تملك حصانًا يساعدك في الزرع ويحملك إلى حيث تريد, التفت المزارع إليهم باسمًا وهو يقول: الحمدلله , وفي ذات صباح اختفى حصان الرجل الفقير، فتجمع أهل القرية فقالوا للمزارع: يا مسكين، يا تعيس الحظ، هرب حصانك، هرب الذي كان يساعدك، ما أسوأ حظك! فالتفت المزارع إليهم باسمًا وهو يقول: الحمدلله, وفي فجر صباح الغد: رجع الحصان وبصحبته حصان وحشي قد ألف حصان المزارع, فتجمع أهل القرية عند المزارع فقالوا: ما هذا الحظ العظيم؟! يا لك من محظوظ، قد صار عندك حصانان، يا لهناك! فالتفت الرجل إليهم باسمًا، وهو يقول: الحمدلله, وفي مغرب ذلك اليوم وعند انتهاء العمل، أحب الابن الوحيد للمزارع أن يركب الحصان الوحشي ليتألفه، فامتطى ظهره، وما هي إلا خطوات حتى هاج الحصان الوحشي وسقط الابن وكسرت يده، فأتى أهل القرية للمزارع قائلين: يا لرداءة حظك.. يا لحظك العاثر! ابنك وحيدك كسرت يده، من سيساعدك في حراثة الأرض؟ من سيشاركك العمل بعده؟ يا لك من مسكين! فالتفت إليهم باسمًا وهو يقول: الحمدلله, وتمضي أيام قليلة.. وإذا بالجيش  يداهم القرية ويأخذ كل شباب القرية. إنه يتأهب لخوض حرب قادمة لعدو قريب يتربص. دخل أفراد الجيش بيوت الفقراء، أخذوا كل الشباب لم يدعوا أحدًا، لكنهم عندما دخلوا إلى بيت المزارع الفقير وجدوا ابنه مكسور اليد، قد لفت يده بجبيرة، فتركوه. فتجمع أهل القرية عند المزارع وقالوا: لم يدعوا شابًا من شبابنا إلا أخذوه، ما تركوا أحدًا، ما تركوا إلا ابنك، ما هذا الحظ العجيب؟! يا لقوة حظك.. ما أسعدك! فالتفت الرجل إليهم باسمًا كعادته وهو يقول: ربما لا تخلو حياة إنسان من مشكلات، الغني له مشكلاته، الفقير له مشكلاته، العامل، العاطل، الكبير، الصغير، الكل تعصف به المشكلات. ليس المهم ما يقع عليك من مشكلات الأحداث، المهم بأي عين تنظر للحدث، بعين المتفائل المستبشر بالخير، أم بعين المتشائم المتكهن بالشر؟ تأكد من لون نظارتك التي ترتديها، أهي سوداء مظلمة أم بيضاء مشرقة؟ صاحب النظارة السوداء لا يرى إلا الظلمة والنقص والفشل، وصاحب النظارة البيضاء (ذلك المطمئن بالله المتوكل عليه الراضي بقدره) لا يرى إلا الخير في كل موقف يمر به في حياته ويقول الحمد لله على كل حال وفي كل وقت فلنجعل نظرتنا للحياة نظرة ايجابية تملؤها التفاؤل والامل والايمان بالله والتوكل على الله سبحانه وتعالى لعل ما نواجهه من مشكلات هي خيرا لنا ولا نعلم ذلك  فلنقل دوما لعله خير والحمدلله .

شروط السعادة الخمسة للالتحاق بفضاء التفاؤل

وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر. في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة, وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى! وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام. وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت توًا كيف تنجو من أعماق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى.

يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي-:

1. اجعل قلبك خاليًا من الكراهية .

2. اجعل عقلك خاليًا من القلق .

3. عش حياتك ببساطة

. 4. أكثر من العطاء .

5. توقع أن تأخذ القليل.

كلما حاولت أن تنسى همومك، فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك !فهل تستسلم لهموم كذرات الغبار تطير في الهواء ؟ أتريد أن تستنشق الغبار الملوث بمشكلات الأمس !؟ إن جاءت عالقة فيك فكافحها بماء التفاؤل ! الحياة مليئة بالحجارة .. لا تتعثر بها , بل اجمعها وابن بها سلماً تصعد به نحو النجاح.

التفاؤل يمنحك جمال البشرة

أثبتت الدراسات أن للتفاؤل أثر عظيم على جمال شخصية الإنسان حيث الاتزان العاطفي وحسن التصرف وجمال السلوكيات فينعكس ذلك على جمال بشرته!! أما المتشائم فلا تراه إلا كئيبا متوجعا مشتكيا مل نفسه فمله الآخرون كره نفسه فانعكس هذا على تعامل الآخرين معه فبادلوه المشاعر فيتأثر وجهه ويقطب جبينه وقد يصاب بتجاعيد الوجه والشيخوخة المبكرة. !وأثبتت الدراسات أيضا أن المتفائلين في الحياة أطول أعمارا

الاستشفاء بالتفاؤل

يقول د.كمال إبراهيم مرسى في كتابه “السعادة وتنمية الصحة النفسية” أعلى مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند المرض، والنجاح عند الفشل، والنصر عند الهزيمة وتوقع تفريج الكروب، ودفع المصائب والنوازل عند وقوعها, فالتفاؤل في هذه المواقف عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والإنهزامية والعجز, والمتفائل يفسر الأزمات تفسيراً إيجابياً، ويبعث في نفسه الأمن والطمأنينة، وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسلامة والوقاية. فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال (يا ابن آدم لا تحمل همّ يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك، فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك). ويتفق علماء النفس على ضرورة أن يعيش الفرد يومه متفائلاً، حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل، فلكل مشكلة احتمالات كثيرة لحلها، وعلى الفرد أن يجهز نفسه لأسوأ الاحتمالات، ثم يحاول تحسين هذا الأسوأ بهدوء وروية وتعقل, ومن ناحية أخرى لا إفراط ولا تفريط، صحيح أن المتفاءل بالخير يجده، ولكن الأحوط أن لا يفرط أو يغالي في التفاؤل، لأنها تدفع بالفرد إلى المغامرة، وعدم أخذ الحيطة والحذر في حياته, وكذلك يعتبر التشاؤم في نفس الوقت مظهراً من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد، لأن التشاؤم يستنزف طاقة الفرد، ويقلل من نشاطه، ويضعف من دوافعه، ولذلك فإن التفاؤل من مظاهر الصحة النفسية، ولا يكتمل التفاؤل إلا بالإيمان بالله عز وجل، الذي له القدرة العظيمة التي تسّير كل شيء، وهو الذي له ملك السموات والأرض, أشارت دراسات عديدة إلى أن المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية وهم متفائلون بالشفاء تحسنت حالتهم بعد الجراحة ولم يتعرضوا للمضاعفات الصحية التي تعرض لها المرضى المتشائمون من الشفاء. الإسلام جعل التفاؤل مرتبطا بالثقة في الله والرضا بقضائه فلن يصيب الإنسان إلا ماكتب الله له وهذا يجعل المؤمن متفائلا حتى في الظروف الصعبة لأنه يتوكل على الله ويثق في عدله ويطمئن إلى حكمته فتفاؤله قائم على أساس “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)” [ سورة التوبة – الآية : 51 ]  فلا يستبطئ الرزق ولا يستعجل النجاح ولا يقلق على المستقبل, و عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال ” يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف ” رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي ” احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً ” . ولا يتناقض التفاؤل مع الاجتهاد والمثابرة في مواجهة الأزمات فالمتفاءل يأخذ بالأسباب ويجتهد في تحصيلها ويتوقع النجاح لأنه فوض أمره إلى الله الذي لايضيع أجر من أحسن عملافالتفاؤل ليس تقاعسا ولاتواكلا ولا كسلا مع توقع النجاح فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه .يضاف إلى هذا أن الأفكار التفاؤلية ومشاعر الرضا والفرح والسرور تنشط أجهزة الجسم وتقويها وتحسن وظائفها وخاصة في عمليات فتح الشهية للطعام والهضم وتنظيم عمليات الهدم والبناء في الجسم والنوم والراحة والدورة الدموية والتنفس وغيرها أما الوهن والضعف النفسي والانحرافات السلوكية فتثبط المناعة الجسمية وتضعف قدرتها على مقاومة الأمراض يضاف إلى ذلك الأفكار التشاؤمية ومشاعر الانهزامية فتؤدي إلى خلل في وظائف الجسم فيترتب على ذلك التعرض لأمراض القلب وضغط الدم واضطراب التنفس والسكري .يقول ابن القيم رحمه الله” القلب يتألم بما يتألم به البدن ويشفى بما يشفى به البدن كذلك البدن يتألم بما يتألم به القلب ويشفى بما يشفى به القلب” سال احدهم الدكتور خالد الجبير المستشار في أمراض القلب فقال له:هل التشاؤم والنظر للحياة بكره له دور كبير في أمراض القلب ؟فأجاب :”التشاؤم وضغوط الحياة والقلق له دور كبير في أمراض القلب وثبت ذلك علميا في دراسات بحثت, التشاؤم قد يؤدي بصاحبه إلى الموت السريع وإلى التفكير بالانتحار,ثم عرج بحادثة وقف عليها حيث قال :أتي بشاب كان يعاني من مرض القلب وبعد الفحوصات تبين أن قلبه تالف جدا فأجرينا له عملية زراعة قلب آخر من شخص آخر وبعد انتهاء العملية فوجئنا أن صاحبنا تسرب إليه خبر أن القلب الذي زرعناه له قلب شخص قاتل فتشاءم من ذلك وزداد شؤمه وكان يعتقد أن القلب المزروع فيه سيؤثر عليه في حياته سلبا فتردت حاله حتى مات”.

التفاؤل علاج لمرض السرطان

دعت دراسة علمية حديثة إلى التفاؤل للحصول على الصحة الجيدة مؤكدة أن النظرة التشاؤمية للحياة تزهق جهاز المناعة عند الإنسان وتجعله عرضة للإصابة بأكثر الأمراض خطورة وعلى رأسها مرض “السرطان” يقول د. عبد الهادي مصباح “لقد أصبح من المؤكد والثابت علميا أن الحالة النفسية التفاؤلية لأي مريض بدأ من الأنفلونزا وحتى السرطان من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه بإذن الله وإن إرادة الشفاء من داخله هي العامل الأساسي الذي يحفز جهاز المناعة في داخله ليقضي على هذا المرض “السرطان” فإحساس المريض بالهزيمة واليأس يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي” ولهذا كثرت الأمراض في هذا الزمن التي لم تعرف في العصور الماضية بسبب فشوا حالات القلق و الاكتئاب والنظرة التشاؤمية للحياة ,وبعد الناس عن دينهم القويم وخاصة القرآن الذي هجر البعض الاستشفاء به حيث يعتقدون أن الاستشفاء بالقرآن مجرد تجارب وليس يقينا جازما بالشفاء ونسوا أو تناسوا قوله سبحانه” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) ” [ سورة الإسراء ]

الفراغ الروحي والعلاج الرباني

ما حصل ” لديل كارنيجي” فبالرغم من كونه كاتبا شهيرا وصاحب أروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعا في العالم والتي أطبقت شهرتها الآفاق وترجمت إلى معظم لغات العالم وعلى رأسها كتابه الشهير”دع القلق وابدأ الحياة” الذي بيع منه ملايين النسخ,حيث وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق ودعا فيه إلى الدين وبيّن أهميته وأكد عليه من خلال الاستشهادات التي بثها في ثنايا كتابه إلا أن ذلك كله لم يمنع القلق أن يسيطرعليه فعصفت الكآبة بحياته وسادت التعاسة والشقاء أيامه, فهرب إلى الجحيم من حيث لا يشعرلأن قلبه خاوي من الإيمان,فلبث القلق الذي تكلم عنه مرارا ووضع الحلول له يطارده ولايدعه يستريح أبدا!!فماذا فعل في آخر حياته؟ قرر أن يتخلص من حياته عن طريق الانتحار فانتحر وهو القائل في كتابه “دع القلق وابدأ الحياة” معظم حالات الانتحار يمكن قطع دابرها بشيء من الأمان والاطمئنان وسكينة النفس التي يجلبها الدين وتجلبها الصلاة!!ولكنه ما عرف طريق الصلاة ولا طريق السعادة والطمأنينة!! وقبل أن نعلق على هذا الموقف نذكربالمقابل صورة أخرى مباينة لحقيقة الإيمان إنها الخنساء رضي الله عنها كانت في الجاهلية تعيش حياة قلقة بسبب ظلمة الكفر في احدى المعارك في الجاهلية لما فقدت أخيها من أبيها”صخرا “في قصة مشهورة فانهارت وولولت فملأت دنياها حزنا وبكاء وصياحا حتى همّت بالانتحار لتتخلص من حياتها الكئيبة تقول في شعر لها ترثي أخاها صخرا: يذكرني طلوع الشمس صخرا .. وأذكره لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكـين حولي .. على إخوانهم لقتلت نفــسي لكن لما أسلمت وبزغ نور الإيمان في قلبها تغيرذلك كله, حيث نأت بنفسها نحو الأمن والهدوء والسكينة الربانية فأصبح الإيمان لها مستقر ومستودع !! ففي معركة القادسية كان لها أربعة أبناء فقالت لهم: يا أبنائي! أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وتعلمون ما أعده الله من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]، فيا أبنائي، اذهبوا إلى الجهاد أطلبوا الموت توهب لكم الحياة, وذهب أبناؤها الأربعة إلى الجهاد، فانتظرت الخبر، فإذا بالخبر يأتيها، قيل لها: إن أبناءك الأربعة كلهم قد استشهدوا في سبيل الله، فماذا ستقول هذه المرأة؟ التي بكت على أخيها سنوات، ماذا تقول في أبنائها؟ قالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من الله أن يجمعني وإياهم في مستقر رحمته. إنه الإيمان الذي يتحصن به المؤمن إزاء الفتن والمصائب ثم لايحس بزخر الكوارث إلا الثبات الذي يجلجل زخات المحن عنه جانبا,إنه الإيمان الذي يبحر به الإنسان نحو الرضا والقراروالسعادة, إنه الإيمان الذي يمنح صاحبه طعم الحياة وطهر المعاني,إنه الإيمان الذي يمتزج الحلاوة واللذة برجاء عفو ربه وعظيم ثواب مايلقاه من مولاه .يقول ابن القيم رحمه الله “إن في القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله, وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة ربه, وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه, وفيه نيران حسرات لايطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه,والصبرعلى ذلك إلى وقت لقائه” , ويقول الداعية محمد عبده:” الإيمان هو المصدر الحقيقي الذي يستقي منه العظماء تفاؤلهم في الحياة؛ فالإيمان هو المعين الصافي الذي يتزوَّدون منه، ويُثبِّتهم إذا ادلهمَّت الخطوب، ويمنحهم القوة إذا أصابهم الضعف، ويملأ قلوبهم باليقين إذا تسرَّب اليأس والشك إلى قلوبهم، إنه الإيمان الذي متى رسخ في قلب العبد حطَّم الصعاب وتخطَّى الحواجز، واجتاز السدود وتغلَّب على كل العقبات. الإيمان مصدر تفاؤل المؤمن؛ لأنه يمنحه القوة الحقيقية التي لا تُقهر ولا تُهزم؛ لأن المؤمن يعلم أن الله هو القادر الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. الإيمان من أكبر المصادر الذي يمنح الإنسان التفاؤل والإقبال؛ فالمؤمن يعتقد اعتقادًا جازمًا بهيمنة الله على الكون وسيطرته على مقاليد الأمور كلها، فكيف ييأس عبدٌ أصابه الفقر وربه الله الذي بيده خزائن السماوات والأرض.. عطاياه بلا حدود، لا تنفد من كثر العطاء، ولا تقل من كثرة المنح والعطايا ﴿وَللهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ﴾ (المنافقون: من الآية 7).

التخلية قبل التحلية

كما لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب إنسان و لا حب القرآن و حب الأغاني و غيرها الكثير من المتناقضات الموجودة في دنيانا و لا يصح أن يجتمعا في وقت واحد في قلب الإنسان , لذلك يجب استبدال أحدهما بالآخر , فالأول نعمل على إخلاء القلب و النفس من صفةٍ ما أو خُلق و ذاك هو المقصود بالتخلية ثم نكتسب الصفة أو الخُلق أو العادة الأخرى المطلوبة و نحلها محل الصفة الأولى , و بطريقة التخلية قبل التحلية تتسهل مهمة الإنسان لإنجاز أو تغيير صفةٍ ما في حياته بدلاً من أن يركز على أن يتخلى من شيء و يتحلى بالآخر في نفس الوقت فيتعب و يصعب عليه هدفه و يتراجع عن قرار التغيير , فالتخلية بمثابة التهيئة لاستقبال شيء جديد كعادة ايجابية مثلاً جديدة , و اعلم إن لهذه المهمة يتطلب العقل و القلب فلا فائدة من الاكتفاء بأحدهما دون الآخر , و قد يفيدك أيضاً تدوين و تسجيل كل ما تود أن تتخلى عنه في مقابل ما تود أن تكتسبه و اعمل على تحقيق ما دونته , و لا تعتبر التخلية و التحلية كمشاكل و إنما اعتبرها ألغاز و تحتاج إلى حلول ففكر بالحل و طريقة تفكيرك بالحل و ما يتطلب من جرأة و شجاعة أو تخصيص وقت و غيره ولا تتراجع لمجرد شعورك بألم أو صعوبة في تحقيق الغاية و الهدف المطلوب و إنما ليكن هذا الألم دافعك للاستمرار فالألم كله بسبب تفكيرك بالمشكلة و ليس بالحل, اطلق عنان تفكيرك الايجابي وركز على الحل بدلا من المشكلة , انت امتلك المشكلة بدلا من ان تمتلكك , ولا تتوقف دائما عند اول حل يتبادر الى ذهنك امام مشكلة معينة , إنما أعط الفرصة الكافية لعقلك للتوصل لافتراضات وحلول أخرى فلكل مشكلة ألف حل لكن تتطلب منا التفكير الدقيق والايجابي .خسر لاعبُ التنس “غيروليتس” ستة عشرة مرة متتالية
أمام “جيني كونر”، وبعد ذلك فاز عليه، وصرّح بعد المباراة قائلاً :
يجب أن تعلموا أنه لا يمكن هزيمتي سبعة عشرة مرة متتالية !
بعيداً عن طرافة الخبر، يعجبني الأشخاص
الذين يتعاطون مع الحياة بعقلية “غيروليتس”،
هؤلاء الذين يُصفّقون لأنفسهم عندما لا يجدون من يُصفّق لهم،
ويربتون على أكتافهم عندما لا يجدون من يفعل ذلك لهم،
الذين يرون أي إنجاز يحققونه عملاً عظيماً مهما كان بسيطاً !
ستة عشرة هزيمة متتالية لم تُثنِه أن يقف أمام الصحافة
ليدلي بتصريحه الطريف هذا، وما أدراني لعلّ جيمي كونر
قد وبّخ نفسه تلك الليلة متناسياً انتصاراته السابقة !
فجميعنا نملك نفس العين ولا نملك نفس النظرة !
والأمور غالباً تأخذ حيزها في حياتنا تبعاً لزاوية الرؤية التي نقرر أن ننظر إليها منها !.
لستُ أعيب على أصحاب الهمم العالية الذين لا يرضيهم
الفوز إلا إذا كان ساحقاً، والنجاح إلا إذا كان باهراً،
على العكس تماماً أتفهم أن هذا طبع البعض،
وأعترف أنّ هؤلاء هم الذين غيروا العالم على مرّ التاريخ،
ولكني بالمقابل أقول : لماذا على الإنسان أن يعيش بهاجس
أن يبدو مثالياً دوماً، لماذا علينا أن نتناسى طبيعتنا البشرية
فنحمّلها فوق ما تستطيع، إن الحياة معقدة بما يكفي لتكون عقاباً لنا،
فلماذا نعقدها أكثر؟ ليس من الحكمة أن نأخذ الحياة على محمل الجدّ دوما
دللوا أنفسكم ولا تنتظروا هذا من أحد، إن السعادة
في الغالب تنبع من داخلنا لا من الأشياء المحيطة بنا
إذا قرأتَ كتابا اشترِ لنفسك هدية فقد قمتَ بعمل عظيم وإن لم يعرف الناس به
إذا نجحتَ بمادة صعبة، صافح نفسكَ وقل: عظيم يا أنا
كما فعل أرخميدس يوم قفز من البانيو قائلاً : وجدتها !
إذا وقفتِ أمام المرآة، قولي لنفسك : كم أنا جميلة
لماذا على الآخرين أن يخبروننا بالأشياء الجميلة فينا ؟!
إذا نجح أولادكِ هنئيهم، وقبل هذا هنّئي نفسكِ، وقولي :
أنا أم عظيمة وهذه ثماري أينعت، والنجاح قطافها
نحن عظماء وإن كنا بسطاء
الشخص الذي لا يُقدّر نفسه لن يجد من يقدره،
قدّروا أنفسكم، كل واحد منّا نسخة فريدة وإن كان يعيش
بين ستة مليارات إنسان غيره، دللوا أنفسكم فأنتم تستحقون.

عن lina ahmad