الانطباعات والصور الذهنية

الانطباعات والصور الذهنية

الانطباعات والصور الذهنية التي تبقى عالقة في ذاكرتنا لمدة من الزمن وأحيانا لوقت طويل.

كيف تبقى عالقة في الذهن؟وكيف تستدعي؟

يسوقنا الحديث عن الانطباعات الى البحث عن كيفيتها والمؤثرات التي تسبب بقاءها عالقة في الأذهان.

والانطباعات هي تلك الصور العقلية النفسية الكامنة نفسا وعقلا،والتي تبقى عالقة في المناطق البصرية والحسية،وربما السمعية من المخ.

الانطباعات والصور الذهنية

ويختلف نوع الانطباع طبقا لنوع الاستجابة ومدى ارتباط الانسان بالمؤثرات التي تسبب هذا الانطباع،وقد يمكن للانسان استرجاع ما يحلو له من الانطباعات،وقد يتراءى للانسان انطباع معين وهو يحملق في اي شيء آخر لا يمد بصلة لصورة هذا الانطباع… وقد يحدث أحيانا أن نشاهد انسانا وقد غاب عما حوله من الناس في أجواء موقف ما أو استرجاع صورة ما، وهذا ما نسميه بالسرحان أما الصورة نفسها موضوع السرحان فهي ما نسميه الانطباع.

ويمكننا أن نقول ان الانطباعات برغم عدم اختلافها في النوع فانها تختلف اختلافا كبيرا من ناحية الدرجة والوضوح والمدة التي قد يسيطر فيها الانطباع على نفس صاحبه،وتختلف طريقة الانطباع عن الرؤية العادية اختلافا جوهريا،ففي الوقت الذي تتم فيه الرؤية الخارجية عن طريق حاسة البصر أي عن طريق المناطق البصرية والمخيخ ،وقد يحدث أن ينبثق انطباع ما تلقائيا دون سبب ظاهر أو بسبب اثارة قد تتصل من قريب أو من بعيد بهذا الانطباع.

ومن الناس من يمكنه استرجاع صورة ما رآها أو عاشها بعد فترة من الزمن، ومن الناس من يعجز عن ذلك بل قد لا يتألق الانطباع في نفسه الا بعد مرور فترة من الزمن، أي انه يكون في حاجة الى فسحة من الوقت حتى يترسب أثر هذا الانطباع في نفسه،وفي الاغلب انه كلما طالت معاشرة الانسان لشيء معين وتكررت له رؤيته فان ذاك يكون داعيا لسهولة انطباعه في المراكز الحسية والبصرية.

ومن الحالات التي قد تحدد درجة الانطباع لدى عامة الناس ،تلك الحالات التي تظهر فيها أشياء مفاجئة قد تثير الرعب أو الدهشة أو السرور الطاغي أو المفاجئ،مثل حدوث تصادم بين عربتين في الطريق،أو حدوث انفجار مفاجئ أو شهاب يسقط من السماء،أو انطلاق الصواريخ والألعاب النارية في السماء أو انشقاق ماء البحر عن حوت هائل او حضور عزيز بعد غيبة طويلة.

فان هذه الظواهر المفاجئة وما يشابهها تترك في النفس وفي العقل معا آثارا قد يصعب زوالها ولو بمرور الزمن،وبذلك يسهل على صاحبها استرجاعها متى هيأ لنفسه فرص الاسترجاع ،واسترجاع انطباع معين من وقت لآخر يبقى عليه ويحفظه من الزوال،وكثيرا ما يصاحب استرجاع الانطباع أنواع من الانفعالات بالسرور أو بالخوف أو بالقلق.

والانطباعات حسية ونفسية ،أي أنها عند استحضارها تكون موجودة نفسا وعقلا،ومن الثابت سيكولوجيا أن هناك أثر حماسيا لكل عملية انفعالية،والأثر الناتج من الانفعال هو الذي يحدد الفرق بين حالة الانطباع من شخص الى آخر.

فالتلميذ الذي أحب مدرسته ولعب في فنائها وجاس خلال مبانيها وصادق فيها من الرفاق من صادق،وعاش فيها فترة من الزمن ،قد نجد أنه من المحبب الى نفسه أن يسترجع انطباعاته عنها،وهي تلك الصور التي علقت في مخيلته لتلك السنوات التي عاش فيها ،والمسافر الذي سافر بالطائرة أو بالقطار من مكان الى أخر قد يحلو له يسترجع بعض ما عاق في ذهنه من الصور والانطباعات.

والعائلة التي قضت فترة الصيف تستمتع بمياه البحر وأمواجه ونسمات الصيف ،يمكنها أن تسترجع انطباعاتها عن المكان الذي كانت تقيم فيه،وصور الاصدقاء الذين كانو يشاركونهم في هذه الحياة وما صادفهم من حوادث ووقائع.

كل هذه الانطباعات والصور كثيرا ما تبقى عالقة بأذهان أصحابها طالما ظلو يذكرونها من وقت لأخر ،وغالبا ما تكون الانطباعات الحديثة أكثر وضوحا من الانطباعات قديمة الحدوث،غير أن صورة الانطباع قد تزول تدريجيا بمرور الزمنـوعندئذ لا يبقى عالقا بالذهن الا الجوانب الفكرية والخبرية.

فالرجل الهرم قد يقص عليك جانبا كبيرا من الاحداث التي عاشها،وغالبا ما تكون صور هذه الأحداث وما تركت من انطباعات قد زالت تدريجيا بمرور الزمن الزمن، غير أن وقائعها تظل بالذاكرة ،وكثيرا ما تساهم بقية الحواس في تحديد شكل الانطباع ،فان الأحاسيس المصاحبة لحدوث الانطباع والناجمة عن استجابة الحواس والأخرى ،مثل الشم والسمع واللمس والذوق وغالبا ما يكون لها أثار جانبية في كيان الانطباع،وقد يكون الانطباع مصحوبا باسترجاع رائحة معينة أو صوت خاص او مذاق معين وهكذا..

وتخضع عملية الاسترجاع لعدد من العوامل التي تساعد على تحقيقها بصورة سريعة،وبعض هذه العوامل ذاتي يتعلق بالفرد نفسه ،وما يجري به شعوره من أفكار وصور وأحداث ،والبعض الأخر من هذه العوامل يتعلق بالمؤثرات المتعلقة بهذه الانطباعات ،والتي قد تؤدي الى بروز هذه الانطباعات وانبثاقها في النفس،وقد يكون في اثارة عنصر مصاحب للانطباع دافع لانبثاق وبروز انطباع بأكمله ،وعلى سبيل المثال: قد يكون في انبعاث رائحة ما مثير لاسترجاع انطباع بأكمله،وقد يكون في سماع أو نغم مثير لاسترجاع انطباع بأكمله وهكذا..

أما فيما يتعلق بالتفاصيل الشكلية واللونية التي تحدد الى حد كبير وضوح الانطباع ،فان ذلك يتوقف على مدى قدرة المراكز العصبية والحسية على وعي هذه التفاصيل وحفظها.

الانطباعات والتخيلات والتصورات

وكثيرا ما يصاحب استرجاع الانطباعات اختلاف اضافات أخرى من التخيلات والتصورات،وقد تعتبر هذه ظاهرة عامة شائعة بين الناس ،وخاصة عندما تسيطر على الفرد أحلام اليقظة، وغالبا ما يلعب اللاشعور دورا كبيرا في هذه الاضافات والتخيلات ،اذ تكون الفرصة مهيأة لظهور بعض ما يكمن في النفس من الرغبات المكبوتة في صور متعددة ومتباينة،وقد يحدث أن يرى انسان نفسه وهو يحاول أن يخنق عدوا له لا يقدر على أن يصل اليه في الحقيقة.

وقد يتصور شاب أنه يحاول أن يلاطف محبوبته بما لا يمكنه أن يفعله بالواقع،وقد يتبادر الى ذهن لاعب الكرة المبتدئ أن الناس يصفقون له ويهتفون باسمه وهو يؤدي بعض الألعاب الخارقة،وقد يتخيل أخر أنه ينتقل الى مكان بعيد بوسياة خيالية في غمضة عين،وما أشبه كل هذه الانطباعات التخيلية بما قد يبدو في الاحلام وقت النوم.

واخيرا في النهاية قد تمكنا من شرح الانطباعات والصور الذهنية بشكل كامل.

شاهد ايضا اصطدام الشخصية بفوضى المفاهيم وعدم النضوج

شاهد ايضا فوائد وأهمية التفكير الايجابي وأنواعه

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة

اذا أحد قال عساكم من عواده وش أرد

اذا أحد قال عساكم من عواده وش أرد

اذا أحد قال عساكم من عواده وش أرد