الصحة النفسية للطفل

الصحة النفسية للطفل

الصحة النفسية للطفل في مرحلة الطفولة تكون المشكلات النفسية مرآة لما يحدث في حياتهم داخل المنزل وفي المجتمعات التي يتعرضون فيها للصدمات المختلفة، في هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن الصحة النفسية للطفل.

الصحة النفسية للطفل

المحددات البيئية للصحة النفسية : شهد تاريخ علم النفس صراع عنيف بين انصار العوامل الوراثية والعوامل البيئية , يرجع هذا الصراع الى :

  • عدم وجود دراسات تجريبية جيدة التصميم تتحكم في عزل وتثبيت المتغيرات التي تؤثر على سلوك الانسان.
  • تعدد المذاهب الفلسفية والاتجاهات الفكرية للباحثين والعلماء في مجال دراسة سلوك الانسان.

البيئة – كل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثير مباشر وغير مباشر على الفرد

البيئة – تتحدد بجميع العوامل التي تؤثر على خصائص الجنين بعد اخصابه  مباشرة داخل بيئة الرحم وبعد ميلاده طفلا تؤثر على امكاناته وسلوكه خلال جميع مراحل عمره حتى انتهاء حياته

تأثير العوامل البيئية للطفل

  1. عوامل قبل ميلادية(داخلية) – تتصل بالبيئة الرحمية المحيطة بالخلية وتتحدد العوامل بالصحة العامة للام خلال فترة الحمل وتغذيتها وحالتها الانفعالية وتعاطيها للأدوية والعقاقير والاجهاد البدني والانهاك العصبي,
  2. العلاقة العضوية بين الام والجنين
  3. جهاز المناعة لدى الجنين سيتأثر سلبا بأبسط العوامل (الحالة الانفعالية )

العامل الاول←الغذاء كما ونوعا  يجب ان تكون كافية ومتنوعة، نمو خلايا الدماغ بحاجة لبروتين  والجهاز الهيكلي بحاجة لكالسيوم

الانفعال يؤدي لتغير كيمياء الدم والتعب يؤدي لارتفاع نسبة الاحماض بالدم افضل سن قبل 35

  • عوامل ولادية (لحظة الميلاد)- توقيت عملية الولادة وظروفها مبكرة مبتسرة عسرة طويلة متأخرة استخدام الآلات ميكانيكية ساحبة تعرض الجنين للاختناق اثناء الولادة نقص كمية الاوكسجين وسوء استخدام العقاقير المخدرة للام اثناء الولادة
  • عوامل بعد ولادية – البيئة الفيزيقية(ضوء, ضوضاء) الطبيعية ( مطر, جبال)
  • البيئة المادية الطبيعية- تؤثر طبيعة العوامل الجغرافية بالخاصة بالطقس والضغط الجوي والتضاريس وطبيعة الارض وعوامل التربة بدرجة ما على حياة اي جماعة وعلى نظامها الاجتماعي ثم على اسلوب حياة الفرد والتأثير على نموه وفي تشكيل ملامح شخصيته
  • الثقافة –كل ما هو سائد في المجتمع , كل تعني قيم وعادات وتقاليد وتجارب وخبرات ودين , وتحاكم من خلال الكل المشترك في سلوك الافراد

مجموعة من المعايير والقيم والاتجاهات السائدة في مجتمع ما في وقت معين  تتعدد نوعية الثقافة مرنة متجمدة جامدة محافظة مادية روحية معقدة او بسيطة  تتحدد في ضوئها الاساليب والطرق المستخدمة في تنشئة الفرد وتطبيعه اجتماعيا وفي تربيته وتعليمه,

من يقوم بنقل الثقافة ؟ وكالات التنشئة الاجتماعية  

الثقافة تؤثر بشكل سلبي او ايجابي على النشاط النفسي للفرد اذا كان مضمون الثقافة ايجابي ينعكس على ايجابا على الصحة

الصحة النفسية لها علاقة بطريقة نقل الثقافة

الثقافة المريضة التي تسود فيها عوامل الهدم تولد الاحباط والتعقيد الثقافي وعدم التوافق بين الفرد وثقافته التي يعيش فيها وعدم تطابق شخصية الفرد مع النمط الثقافي السائد وعدم تطابق سلوكه مع الاوضاع الثقافية

العوامل الاجتماعية – تشمل المنظمات القائمة على امر التنشئة والتطبيع الاجتماعي منها : الاسرة والمدرسة ودور العبادة ووسائل الاعلام وجماعة الاقرانالاسرة والصحة النفسية للأبناء- الاسرة هي جماعة العدد والعلاقات بين العدد،مرحلة الطفولة هي الدعامة والركيزة الاساسية لمراحل النمو اللاحقة للطفل

اهمية الاسرة في حياة الطفل النفسية والاجتماعية :

  1. الاسرة هي المجال الاجتماعي والنفسي الاول للطفل يؤثر في حياته المستقبلية وفي انماط سلوكه المختلفة
  2. الاسرة هي النظام الاجتماعي الذي يقوم بإشباع حاجات الطفل المختلفة
  3. تمثل العلاقات الاسرية داخل الاسرة عامل اساسي في نمو شخصية الطفل سلبا او ايجابا استقرار المناخ الاسري يشكل نمو شخصية متوافقة ومتمتعة بالصحة النفسية السليمة

الصحة النفسية للطفل وتأثير الاسرة

  1. الاسرة المثالية – علاقات ايجابية بين الزوجين وبينهم وبين ابنائهم , يكون الاب والام ملائمان لبعضهما يتشاركان المسئولية وتكون الخلافات قليلة بين الوالدين وبين اطفالهم  وبين الطفل واخوته فاذا ظهرت بعض المشاكل فمن السهل حلها , هذه الاسرة تتسم  فيها اساليب التفاعل بين الطفل ووالديه بالإيجابية وتوفر الراحة النفسية للطفل الراحة النفسية للطفل مع الاسرة تساعده على تقبل ذاته وتوفر شرط الدافعية الذاتية للتحصيل والتعليم , الجو الهادئ الاسري يعد عامل مساعد لتنشئة اجتماعية سليمة .
  2. الاسرة المتنافسة – والدين متنافسين في السيطرة يغار احدهما من الاخر تؤدي لإصابة الاطفال بحساسية شديدة وشعور بالضغوط النفسية والتهور سيؤثر عليهم مستقبلا وسيعيشون حياة نفسية مضطربة غير سوية  , كثرة الشجار بين الوالدين امام الاطفال ينعكس سلبا على شخصيتهم وقد يعرضهم للانحرافات والاضطرابات النفسية والاجتماعية , الحالات الفصامية انحدرت من اسر شاعت فيها الخلافات الحادة والشجار المتصل بين افرادها
  3. الاسرة العصابية – يعاني الوالدين من العصاب ومن مستويات مرتفعة من الضغوط النفسية وهنا تنشا الشجارات بينهما لأتفه الاسباب ويعكسان اثار سلبية على صحة الطفل النفسية التي يعاني منها الاباء تؤثر على الابناء , وجود علاقة بين الحدة المزاجية للأسرة والمشكلات السلوكية للطفل, عصابية الاباء والامهات تؤثر تأثير سلبي على جوانب التوافق لدى ابنائهم
  4. الاسرة المتصدعة – هي الاسرة المفككة فيزيقيا واجتماعيا بفعل عوامل عديدة منها – صراع الادوار بين الزوجين وعدم التوفيق بينهما- مشكلات العلاقة الزوجية – منازعات خلافات مشاحنات سوء توافق زواجي – ينشا عنها طلاق انفصالات مؤقتة وهجر , مشكلات التناسل وسوء تنظيم السلوك الايجابي والمشكلات الاقتصادية  , تصدع اسري نتيجة وفاة احد الوالدين  او غيابه المتواصل , الاطفال الذين ينشاون داخل اجواء غير مستقرة يعانون من مشكلات انفعالية وسلوكية واجتماعية وصحية , ويتسمون بالميل الشديد للعزلة والانطواء والاندفاعية وعدم المقدرة على ضبط النفس وتبدو عليهم اعراض الاكتئاب, ابناء المطلقين اكثر حساسية للمشكلات النفسية من ابناء الاسر المستقرة , وتنشا لديهم مشكلات نفسية – (كذب- سرقة -عزلة -اكتئاب –غضب- غيرة- ضعف تحصيل دراسي -شعور بالنقص والدونية والهروب )

أساليب في تنشئة الطفل تأثر على الصحة النفسية للطفل

  1. التسلط والتشدد- عكس المشاورة والديمقراطية والتسامح

ضبط مفرط لسلوك الابناء- صرامة في معاملتهم – الزامهم بالطاعة العمياء- الخضوع للأوامر والنواهي- الانصياع للتعليمات ,, له انعكاسات سلبية على صحة الطفل النفسية يؤدي ل- تنامي مشاعر الخوف والقلق – خلق ضمير صارم متزمت- مشاعر عدائية تجاه السلطة الوالدية –يؤدي بالطفل للاستكانة والخضوع وقتل روح المبادأة والايجابية لديه ,, الاباء الذين يتسم اسلوبهم بالتسامح والحوار الديمقراطي البعيد عن اصدار الاوامر ينتجون اطفالا متعاونين اجتماعيا وقادرين على تحمل المسئولية واكثر مرونة .

  • عدم الاتساق في معاملة الطفل- يكون في الاسرة المتنافسة , انتهاج الوالدين لأسلوب يتسم بالتذبذب بين اللين والشدة والتقلب بين القبول والرفض اسلوبهما غير مستقر, لا يستطيع الطفل معرفة الصواب من الخطأ مما يزعزع ثقته بنفسه ويقلل قدرته على التكيف

او يكون عدم توافق اسلوب الام مع اسلوب الاب في تربية ابنائهما  وهو ما يصيب الطفل بالحيرة والشك والتردد والازدواجية ويعرضه للتمزق بين الاب والام واهتزاز ثقته بينهما وشعوره بالضياع بينهما واضراب المعايير الاجتماعية لديه

  • التدليل – يعني قضاء كل ما تنزع اليه نفس الطفل في الوقت الذي يريد وبالطريقة التي يرتضيها مهما كان ذلك سخيفا او غير مشروع , وكل طلباته مجابة ينشا اناني محبا لذاته ومولعا بها لدرجة النرجسية غير قادر على تحمل المسئولية او الدراسة او العمل او الزواج
  • الحماية الزائدة – تعني التدخل السافر في شئون الطفل وقيام الوالدين بالمسئوليات والمهام التي يتوجب عليه التدريب على تحملها او عليه انجازها , ليس من مصلحة الطفل ان يجد كل شيء جاهز من اجله فليتدرب على العمل منذ صغره وليعطي حقنة لقاح متاعب الحياة  ليقدر على العمل والانتاج في المستقبل ومواجهة الحياة وما تتسم به احيانا من قسوة , وجود علاقة موجبة بين اساليب الحماية الزائدة وميل الابناء للانزواء والعزلة
  • النبذ والاهمال- تسود في الاسرة المفككة – يتضمن الاهمال عدم الاكتراث بالطفل والتنكر له , ينطوي اسلوب النبذ على عدم تقبل الطفل وربما كراهيته ورفضه  ولهذا الاسلوب انعكاساته السلبية على صحة الطفل الجسمية والنفسية , قد يحول اهمال الطفل دون اشباع حاجاته الاساسية الفسيولوجية منها والنفسية وشعوره بالقلق والاحباط والوحدة النفسية وكراهية الوالدين والسخط عليهم والرغبة في الانتقام منهم وتنمية مشاعر العدائية تجاه الاخرين , العلاقة موجبة بين اساليب العقاب والنبذ وجناح الاحداث , ووجود ارتباط موجب دال بين اهمال الوالدين والشعور بالوحدة النفسية عند الابناء

المدرسة والصحة النفسية-المدرسة هي المؤسسة التي تشكل منحنى وتوجه هذه المرتكزات فتعطيها الدفع اللازم كي تتجسد في الواقع والممارسة , وهي المؤسسة الاجتماعية الثانية المهمة بعد الاسرة من حيث تأثيرها على الفرد ورعايته لها

دور المدرسة في الصحة النفسية للطفل

  1. البناء المادي للمدرسة – شكل ومضمون يضفي جانب نفسي – يجب ان يراعى عند تصميم المدرسة اختيار الموقع الملائم والبناء الجميل والملاعب المناسبة وحجرات الدراسة الصحية من حيث التهوية والاضاءة والمقاعد والمناضد ونظافة المباني والساحات وحسن التنسيق شيء محبب للنفس وباعث للبهجة والسرور
  2. النظم والقوانين  في المدرسة –من حيث الادارة ( ديمقراطية –ديكتاتورية- متسيبة – دورها ضعيف في التأثير على الطلبة)  لكي يطبق الطفل النظام لابد ان يشعر بأهميته في الحياة ويألفه
  3. العلاقات الاجتماعية في المدرسة- ان يعيش الطلبة توافق مدرسي, ان يشعر الطلاب بان ادارة مدرستهم تحترم آرائهم وتأخذ بها وتنمي علاقات الود والاحترام بينهم وبين مدرسيهم وتعاملهم معاملة عادلة بدون تمييز وترعى نشاطاتهم وظروفهم الصحية وتحل مشاكلهم وتلبي حاجاتهم وتهتم بتطوير المكتبة وتوفر الكتب المفيدة وتنمي العلاقات الاجتماعية بين بعضهم البعض , تجعلهم بان العمل المدرسي والمثابرة هما سبيل نجاحهم في الحياة فيحرصون على الدراسة ويؤدونها بحيوية فائقة بعيدين عن التوتر والضيق والقلق فالعلاقات الاجتماعية الجيدة والاتجاهات الموجبة نحو ادارة الجامعة لها تأثير فعال على الصحة النفسية للطلاب
  4. الصحة النفسية والمنهاج-مواصفات المنهاج الجيد (يناسب ميول واتجاهات الطلبة – يناسب البيئة الحياتية للطالب- يراعي الفروق الفردية ) المنهاج شكل ومضمون صياغة الكتاب تؤثر على الصحة, امتلاك الطلاب لاتجاهات موجبة نحو المواد الدراسية والمنهاج المقرر يساعدهم على التمتع بسمات انفعالية كالثقة بالنفس والاحساس بالقيمة الذاتية والمسئولية الشخصية والرغبة في تحقيق مزيد من حسن التكيف مع الدراسة ومتطلباتها , يعد رضا الطالب عن المنهاج احد العوامل الدافعة لتقبله ولأقباله عليه دون نفور او ملل

العلاقة الموجبة بين رضا الطلاب عن المواد الدراسية والمنهاج المقرر وصحتهم النفسية تكون امرا متوقعا

  • صحة المعلم النفسية – ليس كل عالم معلم – يجمع بين مهنة التدريس والارشاد – ان يعد اعداد علمي وتربوي, ويشكل نموذج ايجابي ولديه القدرة على الاتصال والتواصل مع الطلاب نموذج يهتدون به ويحتذونه, وتكون العلاقات ايجابية بينه وبين الطلبة , كفء ذو شخصية ناضجة راضي عن عمله متوافق نفسيا واجتماعيا ومهنيا ومتمتع بصحة نفسية سليمة ,يضبط سلوك التلاميذ بغير قسوة او تعذيب يعدل دون تمييز ثابت في معاملته دون تذبذب متسامح واسع الصدر دون تسيب او تفريط يتفاعل مع تلاميذه ويشاركهم وجدانيا ويندمج معهم اجتماعيا يسوده مشاعر الحب والاحترام والثقة والتفهم  يساعدهم في مواجهة مشكلاتهم يقلل من عوامل الخوف والقلق عند الامتحانات وينمي لديهم الشعور بالمسئولية والثقة بالنفس ويدعم سلوكهم الايجابي ويتيح الفرص لتنمية واستثمار طاقاتهم . المعلم المتوافق مهنيا يكون راضي عن عمله واكثر حماسا وانتاجية واكثر مشاركة في النشاطات المدرسية واكثر تفاعل مع رؤسائه وزملائه وتلاميذه ويؤثر ايجابا على مستوى تحصيل تلاميذه وتوافقهم الدراسي والنفسي .

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

حبوب منع الحمل a novel

حبوب منع الحمل a novel

حبوب منع الحمل a novel

تجربتي مع شريحة منع الحمل

تجربتي مع شريحة منع الحمل

تجربتي مع شريحة منع الحمل

أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض وكيفية تجنبها

أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض وكيفية تجنبها

أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض وكيفية تجنبها

الخلايا الجذعية والعقم

الخلايا الجذعية والعقم

الخلايا الجذعية والعقم

تجربتي مع حقن البلازما للمبيض

تجربتي مع حقن البلازما للمبيض

تجربتي مع حقن البلازما للمبيض