انا على قضاء من رمضان هل اصوم عرفة

يجوز صيام يوم عرفة لمن عليه قضاء من رمضان، وصيامه صحيح، ولكن إذا نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران بإذن الله تعالى: أجر صيام يوم عرفة، وأجر القضاء، وإذا قضى الشخص يومًا مكانه فذلك أحسن وأحوط، ولكن لا يجوز الجمع بين نية القضاء ونية صيام التطوع خروجًا من الخلاف بين الفقهاء، لمنع التشريك بين اليومين، ويجوز أيضًا لمن عليه صيام أيام من رمضان أن يصوم في يوم عرفة بدلاً من الأيام التي عليه، فلا مانع من صيام يوم عرفة بنية القضاء، قال ابن عثيمين: “لو مر على الشخص أيام العشر من ذي الحجة بما فيها يوم عرفة وكان عليه أيام من رمضان لم يقضيها بعد، فإنه في هذه الحالة عليه صيام القضاء، وربما يدرك أجر القضاء وأجر صيام يوم عرفة معًا، وعلى فرض أنه لم يحصل على أجر صيام هذه الأيام مع القضاء، فإن القضاء أفضل من تقديم النفل”.

حكم من لا يصوم يوم عرفة

صيام يوم عرفة هو سنة مؤكدة لغير الحاج، فيستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تندب بصيامه، ولأن له فضيلة عن غيره من الأيام، ويمكن للحاج أيضًا صيام يوم عرفة، إذا كان صيامه لا يُضعفه عن الوقوف في عرفة والدعاء لما فيه من الجمع بين القُربتين، وأما إن كان يُضعفه عن أداء مشاعر الحج، فيُكره للحاج صيامه، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صيامُ يومِ عرفةَ ، إنِّي أحتَسبُ على اللَّهِ أن يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبلَهُ والسَّنةَ الَّتي بعدَه)، وأما من ترك صيام يوم عرفة لعذر أو لغير عذر، فإنه لا يؤثم على عدم صيامه، ولكنه يكون قد أضاع على نفسه الأجر الكبير والثواب العظيم عند رب العالمين، ولا ينبغي ترك الأيام الفاضلة كيوم عرفة، ويوم عاشوراء، والست من شوال وغيرها، لعظيم أجرها، وكبير فضلها، ولأن صيام العشر من ذي الحجة بما فيها صيام يوم عرفة مكمّل لما يحصل من النقص في الفرائض، لذا يجب أن نحرص على صيام هذا اليوم العظيم المبارك.