حكم الاغتسال يوم الجمعة

إن حكم الاغتسال يوم الجمعة سنة، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وبه قال جماهيرُ العلماء، وحُكي الإجماعُ على ذلك؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل)، فلا بد للمسلم أن يهتم بنظافته، وحسن مظهره عند دخوله إلى بيت الله عز وجل، فصلاة الجمعة لها منزلة عظيمة عند الله عز وجل، ويوم الجمعة له من الخصائص التي ميّزته عن غيره من الأيام، حتّى قال العلماء إنّ به ما يزيد عن ثلاثين ميزةً ترفعه مقاماً مقارنةً بباقي الأيام.

وقت صلاة الجمعة وحكمها

يدخل وقت صلاة الجمعة بعد زوال الشمس وهو وقت صلاة الظهر، أما آخر وقتها فهو آخر وقت صلاة الظهر، أي حين يصبح ظلّ الشيء مثله في الطول، وصفتها أنها تصلى ركعتين في الجماعة، ويستحب في الركعة الأولى قراءة سورة الجمعة أو سورة الأعلى بعد سورة الفاتحة، وفي الركعة الثانية، فيستحب قراءة سورة المنافقون أو سورة الغاشية بعد سورة الفاتحة، وحكم صلاة الجمعة الوجوب على كل مسلم عاقل بالغ مقيم وقادر على السَّعي إليها، فلا عذر له في تركها، ما دام يسمع النداء، أو يعلم ببدء ساعة الجمعة، وقال ابن العربي رحمه الله: (الجمعةُ فرضٌ بإجماع الأمَّةِ، وقد حكى ابنُ المنذرِ الإجماعَ على أنَّها فرضُ عينٍ)، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (الجمعة حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعة: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ)، وأما المسافر فقد اختلف العلماء في وجب صلاة الجمعة عليه، وقد نقل ابن المنذر عن أكثر العلماء أن المسافر تسقط عنه الجمعة.

سنن يوم الجمعة

يتميز يوم الجمعة عن سائر أيام الأسبوع، لفرض الله -سبحانه وتعالى- صلاة الجمعة فيه، وفيما يلي بعضًا من سنن هذا اليوم المبارك:

يسن لمن تجب عليه صلاة الجمعة أن يذهب مبكراً للصلاة، وأن يُشغل بقراءة القرآن، وذكر الله عز وجل، ثم أن يستمع إلى الخطبة، وبهذا يكون له في كل خطوة يخطوها، أجر صيام عام كامل بالقيام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يومَ الجمعةِ وغسَّلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ودنا واستمعَ، وأنصتَ، كان له بكلِّ خَطوةٍ يخطوها أجرَ سنةٍ صيامُها وقيامُها).
الاغتسال، والرَّاجح أنَّ وقت الغسل يبدأ من طلوع الفجر، وهو مذهب الحنفيَّة والشافعيَّة والحنابلة.
التنظُّف والتجمُّل للجمعة، وذلك بأن يلبس أحسن الثياب وأجملها، وأن يتطيب ويتعطر، ويستحب أن يجعل له ملابس خاصة يلبسها يوم الجمعة.
الإكثار من الصلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم الجمعة وليلته، وتلاوة سورة الكهف؛ فتلاوتها مستحبة يوم الجمعة.
أن تكون هيئته نظيفة؛ وذلك بقص الأظافر، ونتف الإبط، وهذا من السّنن باتفّاق الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية.
يستحبّ على المسلم التّوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء والإكثار منه في يوم الجمعة، وخاصة في ساعة الاستجابة وهي ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، وجاء في بعض الأحاديث أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، وما بين الجلوس على المنبر إلى أن تقضى الصلاة، وهذه الأوقات هي أفضل الساعات التي ترجى فيها الإجابة، وبقية الأوقات في يوم الجمعة كلها ترجى فيها إجابة الدعاء.