صفة صلاة الخسوف وعدد ركعاتها
إنَّ صلاةَ الخسوفِ عبارة عن ركعتينِ يركعهما المسلم، أمَّا عن صفتها، فقد تباينت آراءُ أهلِ العلمِ، وفيما يأتي ذكر آراء الأئمة الأربعة، وفيما يأتي ذلك:
- الصفة الأولى: إنَّ صلاةَ الخسوفِ عبارة عن ركعتينِ يركعهما المسلمِ مثل الصلاةِ الاعتياديةِ تمامًا من غيرِ زيادة، فتكون هيئتها كهيئةِ صلاةِ النفلِ تمامًا، بركوعٍ واحدٍ وقيامٍ واحد، وهذا مذهب الحنفية.
- الصفة الثانية: إنَّ صلاةَ الخسوفِ عبارة عن ركعتينِ اثنتينِ بقيامينِ وركوعينِ، حيث يكبِّر المسلم ويقرأ سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآنِ الكريمِ، ثمَّ يركع، ثمَّ يقومُ فيقرأ سورة الفاتحةَ وما تيسر له من القرآنِ، ثمَّ يركع، ثمَّ يقوم من ركوعه، ثمَّ يخرُّ ساجدًا، ويفعل ذلك في الركعةِ الثانيةِ، وهذا مذهب جمهور أهل العلمِ من المالكية والشافعية والحنابلة.
حكم صلاة الخسوف
إنَّ صلاةَ خسوفِ القمر سنةٌ مؤكدةٌ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ودليل ذلك الحديث الذي رواه المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- حيث قال: (كَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ).
الحكمة من مشروعية صلاة الخسوف
معلومٌ أنَّ الشمسَ والقمر من أكبر النعمِ التي أنعمَ الله -عزَّ وجلَّ- بها على خلقه، حيث أنَّ حياة الكائناتِ الحية تتوقفُ عليها، وإنَّ في ظاهر الخسوفِ إشعارٌ إلى أنَّ العالم كلَّه في قبضةِ الله وحده، فهو قادرٌ على إذهابه في لحظةٍ بل أقل، وهنا جاءت الحكمةُ من صلاةِ الكسوفِ والخسوفِ؛ إذ أنَّها في هذه الحالة يُظهر المسلم تذللـه وخضوعه لربه القويِّ القدير.