معلومات اونلاين
مقالات مشابهة
ما هي صلاة التهجد
إنَّ صلاة التهجد في الإسلام من صلوات النوافل التي تُصلَّى في الليل، فمعنى كلمة التهجد هي ترك النوم، والهجود في الليل، ومعناها أن يترك المسلم في الليل النوم، ويقوم الليل تهجدًا، والمعروف في الشريعة الإسلامية أنَّ صلاة النفل لا تكون إلَّا بعد أداء صلاة الفرض، وعليه فإنَّ صلاة التهجد بعد تبدأ صلاة العشاء حصرًا، وتستمر إلى آخر الليل، والأفضل أن يصليها المسلم في آخر الليل، وذلك لما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “أيُّكُمْ خافَ أنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، ومَن وثِقَ بقِيامٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِن آخِرِهِ، فإنَّ قِراءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وذلكَ أفْضَلُ والله تعالى أعلم.
طريقة صلاة التهجد في رمضان
لقد ورد عن أهل العلم في طريقة صلاة التهجد في رمضان أنَّه يجوز للمسلم أن يصليها بعد أداء صلاة العشاء وسنتها، ويجوز له أن ينام ويستيقظ في الليل لأداء الصلاة، ومن السنة أن ينوي المسلم القيام للصلاة، فإذا غلبه النوم كتب الله تعالى له أجر الصلاة بإذن الله، فإذا أفاق للصلاة، فعليه أن يمسح النوم عن وجهه، وأن يقرأ آخر عشر آيات من سورة آل عمران، ثمَّ يستاك ويتوضأ ويصلِّي ركعتين يستفتح بهما قيام ليلة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ” وعلى المسلم أن يصلِّي صلاة التهجد ركعتين ركعتين، لأنّ صلاة الليل مثنى مثنى، فيسلِّمُ المصلي بين كل ركعتين كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ويجوز للمسلم أن يصلِّي أربع ركعات بتسليمة واحدة، والله تعالى أعلم.
وقت صلاة التهجد
يبدأ وقت صلاة التهجد بعد أداء صلاة العشاء، وصلاة التهجد من النوافل، والنوافل في الإسلام لا تكون إلَّا بعد أداء الفرض، وينتهي وقت صلاة التهجد بطلوع الفجر في ذلك اليوم، ويجوز أن يصلِّي المسلم صلاة الوتر في أول الليل، أو في آخره، والأفضل أن يصليها في نهاية صلاة القيام، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا”فالسنة النبوية هي أن يقوم المسلم الليل بعد أن يفرغ من صلاة العشاء، قال تعالى في سورة الإسراء: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}والله تعالى أعلم.
ماذا يقرأ في صلاة التهجد
لم يرد في الشريعة الإسلام نص صريح بضرورة قراءة سور أو آيات معينة من القرآن الكريم دون غيرها في صلاة التهجد، والثابت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أنَّه كان يقرأ بسورة الأعلى وسور الكافرين وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث في صلاة الوتر، ولكنَّ الأفضل على المسلم ألَّا يداوم على هذه السور حتَّى لا يظنَّ أنَّها لازمة، فتكون بدعة والعياذ بالله، ولكي لا يظن الناس أنَّها واجبة في هذه الركعات، وبناء على هذا يمكن القول إنَّه يحل للمسلم أن يقرأ ما شاء من كتاب الله تعالى في صلاة التهجد، وله فيما قرأ الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، والله أعلم.
صلاة التهجد كم ركعة
إنَّ الأفضل في صلاة التهجد أن يصليها المسلم إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، فقد صلاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بهذا العدد، ولا حرج على المسلم لو صلَّى التهجد عشرين ركعة، أو صلاها أكثر من ذلك أو أقل، ولكنَّ الأفضل أن يتبع ما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام، أي أن يصليها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة، والله أعلم.
فضل صلاة التهجد
لقد وردت الكثير من النصوص الشرعية المباركة التي أثنى الله تعالى ورسولُه -عليه الصلاة والسلام- فيها على من قام الليل، وتهجد فيه لله تعالى، وفي ما يأتي نذكر بعض هذه النصوص الشرعية التي تبين فضل صلاة التهجد:
- قال تعالى في سورة الذاريات المتهجدين، ووعدهم أجزل الثواب وأعظم الأجر، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}
- قال تعالى في سورة آل عمران: {لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}، والله تعالى أعلم.
دعاء صلاة التهجد
لقد ورد دعاء التهجد في صحيح الإمام البخاري، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ”والله تعالى أعلم.
