كيفية اداء مناسك الحج بالتفصيل والترتيب

كيفية اداء مناسك الحج بالتفصيل والترتيب

كيفية اداء مناسك الحج بالتفصيل والترتيب

إنَّ أداء مناسك الحج بالترتيب والتفصيل دون أن يُخلَّ المرء بأي شرط أو حكم من أحكام الحج، فقد وصَّى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- المُسلمين باتّباع هديه وسنّته في الحج، وذلك من خلال ما وردنا من الأحاديث الصحيحة والثابتة التي تُبيِّن تشرح كيفية أداء كل نُسك من مناسك الحج بالتفصيل، وفيما يلي سنذكر هذه المناسك ونشرح كل منها بالتفصيل والترتيب.

الإحرام

والإحرام هو النية في الدخول في أعمال الحج، وهو أن يقول الحاج: “لبيك الله حجًا”، أو إذا كان إحرامه للحج والعمرة معًا فيقول: “لبيك اللهم بحجة وعمرة”، وحين دخول المرء في الإحرام فإنَّ ذلك يوجب عليه الامتناع عن عدد من الأمور التي لا يجوز للمُحرم أن يفعلها والتي تُسمّى محظورات الإحرام، ولا يجوز أن يُخلَّ أو يقترب من كل ما يُؤثر على إحرامه، ويُمكن أن يكون الإحرام للحج في أي وقت من أشهر الحج المعلومات وهي (العشر الأولى من ذي الحجة، ذو القعدة، شوال)، وكذلك يُمكن للحاج أن يُحرم في صباح اليوم الثامن من ذي الحجة أي في اليوم التي تبدأ فيه مناسك الحج، ثم إنَّه يجب على الحاج أن يقول: “اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة”، ويُلبي كما لبَّى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: “لبيك حجاً، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

طواف القدوم

وهو أمر من الأمور المُستحبة على الحاج وليست من الأمور المفروضة، وكذلك فهي سُنَّة من السنن التي وردت عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُستحب أن يكون طواف القدوم هو أول الامور التي يفعلها الحاج عند دخول مكة المكرمة، فهو بمثابة التحية لبيت الله، ويكون طواف القدوم قبل الوقوف في عرفة، فإذا فاته ذلك قبل يوم عرفة فلا بأس في ذلك ولا حرج على الحاج.

المبيت في منى

المبيت في منى هو أن يتوجَّه الحجاج إلى منى في ليلة عرفة ويبيتون فيها إلى شروق شمس يوم عرفة فيُصلون فيها، ويجوز لهم أن يقصروا صلواتهم، وإنَّ المبيت في منى هو أحد السُنن في الحج والتي لا يُؤثر تركها على صحَّ عبادة الحج، وذلك بإجماع من أهل العلم، إلَّا الحنابلة فقد اختلفوا مع هذا القول وأشاروا إلى أنَّ المبيت في منى هو واجب على الحجاج.

الوقوف بعرفة

إنَّ الوقوف بعرفة هو أحد الأعمال التي لا يصح حج المرء بدونها، وذلك لقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: ” الحجُّ عرفةُ، فمن أدرك عرفةَ فقد أدرك الحجَّ“، ويكون الوقوف في عرفة منذ طلوع فجر اليوم التاسع من ذي الحجة إلى غروب شمس هذا اليوم، حيث يتوجه الحجاج فيه إلى عرفة ويُصلون صلواتهم فيها، وكذلك يُكثرون من الذكر والدعاء والتضرّع إلى وجه الله تعالى.

السير إلى مزدلفة

وذلك يكون بعد غروب شمس يوم عرفة حيث يسير الحجاج إلى مزدلفة بهدوء ورويَّة ويصلَّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها، ويُكثرون من الذكر كما أمر الله تعالى في قوله: “فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ“، وإنَّ الذكر المشروع في مزدلفة هو إن يقول الحجاج: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”، وكذلك يُكثر الحجاج من التسبيح والذكر بشكل عام.

التوجه إلى منى

ويكون التوجه إلى منى قبل طلوع شمس اليوم التالي لعرفة، وحيث يتوجه الحجاج قُبيل فجر هذا اليوم إلى منى لأداء باقي مناسك الحج وإتمامها، ويجوز لمن له عذر شرعي أوعنده ضعف ولا يستطيع أن يتحمل عناء الازدحام والتدافع بين الناس ان يتوجه إلى منى في آخر الليل للقيام برمي الجمرات قبل حدوث الازدحام الكبير بين الحجاج.

رمي جمرة العقبة

حيث يكون رمي جمرة العقبة حين الوصول إلى منى، وهي أو الأعمال التي يقوم بها الحاج عند وصوله إليها، فيقوم برمي سبع حُصيات إلى جمرة العقبة، ويرفع فيها يده حتى يُرى بياض إبطيه، ويُكبر عند رمي كل حصية من الحصيات، ثم إذا كان على الحاج نحر، فينحر هديه وله أن يأكل منه ويوزع على الفقراء والمساكين.

الحلق أو التقصير

وهو أن يحلق الحاج شعره أو يُقصره، وهو واجب على الحاج، ويجوز للمرأة أن تُقصّر شيئًا بسيطًا من شعرها ولو كان ذلك بمقدار أنملة، وقد دعا الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- للمُحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ أهل العلم أشاروا إلى وجوب الحلق أو التقصير وأكدوا على أنَّ تركه أمر يوجب الذبح أو الدم على الحاج، ويكون بذلك الحاج قد تحلل من إحرامه التحلل الأول، ويحلَّ له حينها لبس المخيط من اللباس أو التعطر وغيرها من محظورات الإحرام باستثناء جماع النساء، كما إنَّه لا حرج على الحاج في حال قدَّم الرمي أو الذبح أو الحق والتقصير على بعضها، والله أعلم.

السعي بين الصفا والمروة

يُعرَّف السعي بين الصفا والمروة على أنَّه السير بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات، حيث يبدأ الحاج من الصفا حيث يصعد إليه ويدعو يقول: “الحمد لله على ما هدانا، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون”، كما يُمكنه أن يدعو بما يشاء ويُحب، ثم ينزل إلى المروة، ويُكرر ذلك سبعًا ويختم سعيه بالمروة، ولا بأس في كون المرء في حال السعي على نجاسة أو غير متوضّئ.

طواف الإفاضة

حيث يبدأ طواف الإفاضة بعد رمي الجمرة والحلق أو التقصير أو الذبح وذلك يكون في يوم النحر، ولا يُحدد وقت لآخر طواف الإفاضة، حيث أنَّ طواف الإفاضة فرض وواجب على المسلم يُمكن أن يُؤديه منذ يوم النحر وإلى آخر يوم في حياته ومتى طاف طواف الإفاضة أتمَّ حجه وقُبل منه وذلك باتفاق أهل العمل، إلَّا أنّ أهل العلم اختلفوا في حكم تأخير طواف الإفاضة، وقد أشار جمهولا العلماء إلى أنَّهمن أخر طواف الإفاضة ضمن أيام التشريق فلا دم عليه، أمَّا من عاد إلى بلاده ثم عاد ليقوم بطواف الإفاضة فإنَّ ذلك يلزمه دم، والله أعلم.

طواف الوداع

ويكون طواف الوداع بعد الانتهاء من مناسك الحج، وقبل خروج الحاج من مكة المكرمة، حيث يكون طواف الوداع هو ختام أعمال الحاج في مكة المُكرمة، فيطوف في البيت ويُصلي رُكعتي الطواف، ثم يخرج بعد ذلك من مكة المكرمة ولا يبقى فيها، وإنَّ طواف الوداع هو واجب من الواجبات المفروضة على الحاج، والذي يوجب الدم على من تركه، غلَّا أنَّه يسقط عن المرأة في حال الحيض أو النفاس.

زيارة المسجد النبوي

إنَّ زيارة المسجد النوبي هي أحد الأعمال التي يقوم بها الحجاج بعد الانتهاء من أعمال ومناسك الحج، حيث يتوجون بعد مغادرة مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ويصلّون فيها في المسجد النبوي؛ سعيًا لكسب أجر الصلاة المُضاعف فيه ونول الفضل من ذلك، كما يقومون بزيارة قبر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- والسلام عليه، وكذلك يُلقون السلام على قبر عمر بن الخطاب وأبي بكر رضي الله عنهما، بالإضافة لزيارة مسجد قباء والصلاة فيه.

أنواع النسك

إنَّ أنواع النسك لمن أراد الحج هي ثلاث أنواع كلَّها صحيحة ولا فرق بينها من حيث التأثير على صحّة الحج، حيث جعلها الله تعالى ثلاث نُسك من باب التسهيل والتهوين على المُسلمين وعدم التشديد والتّصعيب عليهم في أداء العبادة وأنواع النسك الثلاثة هي:

  • الإفراد في الحج: وهو أن يُحرم المرء للحج وحده، حيث يطوف طواف القدوم عند وصوله ويظلّ مُحرمًا إلى أن يرمي جمرة العقبة فيتحلل بعد ذلك.
  • القران في الحج: وهو أن يُحرم المرء للحج والعمرة معًا بإحرام واحد، حيث يُحرم بالعمرة ويُدخل بعد ذلك الحج عليها ولا يتحلل فيما بينهما.
  • التمتع في الحج: وهو أن يُحرم للعمرة في أشهر الحج ويُؤدي مناسكها ثم يتحلل فلا يُغادر مكة المكرمة إلى يوم التروية حيث يُحرم للحج ويُؤدي مناسكه.

أركان وواجبات وسن الحج

تنقسم مناسك وأعمال الحج إلى ثلاث أقسام وهي أركان وواجبات وسنن، وتختلف هذه الأعمال من حيث حكم تركها، فمنها ما يُبطل تركها أو عدم أدائها حجَّ الإنسان، ومنها ما يُلزمه بحكم شرعي مثل كفارة أو دم، ومنها ما لا يُؤثر تركه أو الامتناع عنه على صحَّة عبادة الحج، وفيما يلي سنوضِّح كلًا منها.

أركان الحج

إنَّ أركان الحج هي أربع أركان لا يصح حج المرء بدون أدائها، وهي:

  • الإحرام.
  • الوقوف بعرفة.
  • طواف الإفاضة.
  • السعي بين الصفا والمروة.

واجبات الحج

أمَّا واجبات الحج فهي سبع واجبات، يُلزم تركها الحاج بكفارة، وهي:

  • الإحرام من الميقات.
  • الوقوف بعرفة إلى الغروب.
  • المبيت بمنى ليالي التشريق.
  • المبيت بمزدلفة.
  • الرمي مرتبًا.
  • الحلق أو التقصير.
  • طواف الوداع.

سنن الحج

أمَّا عن سنن الحج فهي كل عمل من أعمال الحج التي لم تُذكر في الأركان والواجبات، والتي لا يُلزم تركها الحاج بشيء، وهي:

  • طواف القدوم.
  • المبيت بمنى ليلة عرفة.
  • الاضطباع أو الرمل.
  • تقبيل الحجر الأسود.
  • الصعود إلى الصفا والمروة.

محظورات الإحرام

إنَّ محظورات الإحرام هي الأمور التي لا يجب على المُحرم القيام بها أو تجاوزها، أو التهاون في فعلها أثناء الدخول في الإحرام سواء أكان ذلك لأداء عبادة الحج أو لأداء عبادة العمرة، وقد بيَّنت الشريعة الإسلامية المحظورات المُشتركة للإحرام بين الرجال والنساء، وكذلك بيَّنت محظورات الإحرام للرجال ومحظورات الإحرام للنساء، وفيما يلي نذكر المحظورات وهي:

  • المحظورات المُشتركة بين النساء والرجال: يّحرم التطيب أو التعطر، ويُحرم دهن الرأس أو اللحية، وكذلك يُحرم حلق أو تقصير أو الأخذ من شعر الجسم أو تقليم الأظافر، بالإضافة لتحريم النكاح أو الجماع أو الإتيان بأي من أفعله مثل التقبيل أو العناق أو ما شابه ذلك، وكذلك يُحرم على المُحرم الصيد.
  • محظورات الإحرام للمرأة: حيث لا يجوز للمرأة المُحرمة أن تُغطي وجهها بالنقاب، وكذلك لا يجوز تغطية وجهها في حال عدم وجود الأجانب أمَّا في حال وجودهم فيجوز لها تغطية وجهها ولكن بغير النقاب، وكذلك لا يجوز للمرأة لبس القفازين في الإحرام.
  • محظورات الإحرام للرجال: يُحرم على الرجال في الإحرام لبس أي شيء فُصّل على قدر الجسم أو على قدر أي عضو من أعضاء الجسم، ولا يُغطي الراس بلاصق، ولا يعقد النكاح لغيره.

أخطاء شائعة في الحج

قد يقع بعض الحجاج في الأخطاء، بسبب الجهل أو بسبب المعرفة الخاطئة، ولعلَّ أبرز الأخطاء الشائعة بين الحجاج:

  • تأخير الإحرام إلى النزول في مطار جدة، وتجاوز الميقات المُحدد، ظنًّا بعدم جواز الإحرام جوًا.
  • تصوير بعض الحجاج لأنفسهم يجعلهم يدخلون في مدخل الحرام من حيث عدم جواز التصوير من ناحية، وحصول شيء من الرياء عند إظهار هذه الصور للآخرين من ناحية أخرى.
  • يُظهر بعض الرجال أكتافهم عند الإحرام على هيئة الاضطباع، حيث أن الاضطباع هو أمر مشروع في الطواف فقط.
  • إنَّ في وضع بعض النساء العمائم على رؤوسهنَّ تكلّف زائد، ولا داعي لأمور مثل هذه ولا دليل على صحتها.
  • إنَّ الحيض لا يمنع حدوث الإحرام، ولا يجوز تأخير الإحرام عن ميقاته بسبب الحيض.
  • الالتزام ببعض الأدعية أثناء الطواف، وهو أمر لم يرد عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
  • تقصير شيء من شعرات الرأس وليس كلَّه، والأصل هو تقصير جميع شعر الرأس.

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة