لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم وسبب نزولها

سميّت سورة الحج بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى بيّن فيها طريقة إبراهيم -عليه السلام- في دعوة الناس إلى الحج، وكذلك بيّن ما يُشرع للناس عند أداء هذه الفريضة، وفضائل الحج ومزاياه وأجره عند الله تعالى، وكذلك كان فيها توبيخًا لمن يُبعد المسلمين ويصدهم، ولا يأذن لهم بزيارة بيت الله الحرام، هذا على الرغم من أن نزول سورة الحج كانت قبل أن يُفرض الحج على المسلمين، وهذا باتفاق جميع علماء الأمة.

سبب نزول سورة الحج

كان هناك عدة أسباب لنزول سورة الحج، فهناك عدد من الآيات التي ذكرت أسباب نولها، لأنها أسباب تتعلق ببعض الأشخاص الذين يرون في الإسلام شماعة يعلقون عليه ما يحصل معهم من خير أو شر، وتلخيص سبب نزول سورة الحج هو:

قوله تعالى في سورة الحج: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ}، سبب نزول هذه الآية: أنه قد دخل في الإسلام رجل يهودي، فأذهب الله ببصره، وولده، ورزقه، فشعر أن ذلك كله لأنه دخل الإسلام، فجاء إلى النبي وأخبره أنه لم يرَ الخير منذ أن أسلم، فأخبره النبي أن الله يختبر عباده ليميز الخبيث من الطيب.
قوله تعالى في سورة الحج: {هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}، نزلت هذه الآية في حمزة بن عبد المطلب، وعبيدة، وعلي بن أبي طالب، وعتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة.
قوله تعالى في سورة الحج: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، سبب نزول الآية: أن المشركين والمنافقين كانوا شديدي الأذى لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يضربونهم، ويرجمونهم بالحجارة، ويؤذونهم بالكلام، فشكوا ذلك للنبي، فأمرهم بالصبر لأن الله تعالى لم يأمره بقتال الناس، وبعد هجرته إلى المدينة نزلت هذه الآية بالإذن بالقتال.
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، نزلت هذه السورة في النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يقرأ على الكفار قوله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى}، فأوقع الشيطان في كلامه: “تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهم تُرتجى، ففرح الكفار بذلك، فنزل جبريل على النبي وأخبره بما وقع فيه من لغط، ونزلت هذه الآية الكريمة من سورة الحج.

موضوعات سورة الحج

اشتملت سورة الحج على عدد كبير من الموضوعات المهمة التي تخص العقيدة والتوحيد والبعث وغيرها من أمور، كذلك اشتملت على توضيح لحكم الله تعالى في فصله بين العباد، وذكر التقوى، وأهوال يوم القيامة، ومن أبرز موضوعات السورة نذكر:

بيّنت السورة الخلاف والجدال العميق للمشركين مع المسلمين.
بيّنت حكم الله تعالى في عباده، وفصله بالحق بينهم، كذلك بينت أن كل ما في الكون يسجد لربه.
بيّنت بالأدلة القاطعة أن القيامة والبعث حق على العباد.
الكلام عن فريضة مهمة من الفرائض وهي فريضة الحج، كذلك بينت منافع الحج وفوائده للناس.
التنبيه من شر المشركين والمنافقين.
بيان كيد الشيطان للرسل والأنبياء في دعوتهم إلى ربهم، وتثبيت الله لهم بالدلائل والبراهين القاطعة.
بيان نعم الله تعالى على خلقه، وتوجيه بعض الملاحظات والتنبهات المسلمين فيما يخص عبادة الله تعالى وفعل الخيرات والطاعات.

خصائص سورة الحج

امتازت سورة الحج بعدد كبير من الخصائص التي تميّزها عن غيرها من السور، ومنها أنها سمّيت على اسم شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وورود سجدتين فيها، ورود كلمة الله القوي العزيز مرتين فيها، وبيان خصائص السورة بالتفصيل هي الآتي:

اسم السورة بحد ذاته هو خاصية مميزة وفريدة له، حيث إنها لا يوجد أي سورة في القرآن الكريم سميت باسم شعائر الإسلام سوى هذه السورة، فلا نجد سورة الصلاة وسورة الصيام وما شابه.
في السورة نجد أن هناك سجدتين، فهذه أيضًا من عجائب وخصائص سورة الحج، لأن السجود هو قمة الخضوع والخنوع لله تعالى.
ورد في السورة لفظ الله العزيز القوي مرتين، فهذا يؤكد انتصار الحق على الباطل مهما طالت المدة إذا كان هناك توكّل على الله تعالى.
هي السورة الوحيدة التي أمر فيها الله تعالى بالقتال، ونزلت عند انتقال النبي للمدينة.
هي السورة الوحيدة في القرآن التي ورد فيها ذكر المَجوس، على الرغم من ذكر الله تعالى للكثير من الملل والأمم الكبرى في الكثير من الآيات، ولم يذكر المجوس معهم سوى في هذه السورة.