لماذا نسأل الله العفو في دعاء ليلة القدر

نسأل عفو الله سبحانه وتعالى في دعاء ليلة القدر لعدة أسباب سوف نذكرها فيما يلي:

الخوف من العذاب الذي لا يطاق

يطلب العبد العفو من الله -سبحانه وتعالى- لأنه يخاف عذابه ولا يطيقه، حيث أنه ذكر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد رجلا من المسلمين، قد خفَت، فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم–: هل كنت تدعو الله بشيء، أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم–: سبحان الله! لا تطيقه، ولا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله به، فشفاه الله تعالى”.

اقتداء بالأنبياء والرسل

نسأل عفو الله ومغفرته وذلك امتثالًا لما كان يدعي به أنبياء الله جميعًا، حيث كانوا يدعوا بالعفو والمغفرة، حيث أن آدم وحواء كانوا يدعون الله -سبحانه وتعالى- كما ذكر في قوله تعالى “قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.، وأيضًا دعاء سيدنا نوح حيث كان يقول “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا”، أما دعاء سيدنا موسى فكان يسأل ربه عز وجل ويقول “قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

دعاء الملائكة للمؤمنين

نسأل الله العفو بهذا الدعاء لأنه دعاء الملائكة للمؤمنين، حيث أنه ذكر في كتابه الشريف قوله تعالى “الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.

ما الفرق بين طلب المغفرة والرحمة والعفو في ليلة القدر

تناول شيخ الإسلام ابن تيمية تفسير قوله سبحانه وتعالى “وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا”، وبعد تفسيره لهذه الآية سُأل عن العفو والمغفرة والرحمة والنصر على الأعداء، فقال لهم أن العفو تكون متضمنة مسامحتهم وإسقاط حقه قِبَلهم، أما والمغفرة فتكون متضمنة وقايتهم من شر أعمالهم وذنوبهم ورضا الله عنهم واقباله عليهم، وهذا العفو يكون عكس العفو المجرد، حيث أن العفو هو ترك محض، والعافي من الممكن أن يعفو، ولكن لا يرضى ولا يقبل على من عفا عنه، والمغفرة تكون هي فضل وإحسان وجود من الله -سبحانه وتعالى-، أما الرحمة فتكون متضمنة لشيئين، ويكون معهم العطف والإحسان والبر زيادة عليهم، وبذلك يكون الثلاثة متضمنين الفوز بالخير والنجاة من الشر.

ما هو دعاء العفو الذي يقال في ليلة القدر

يوجد دعاء واحد ذكر عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت “قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:” قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، فهذا الدعاء من أحب الأدعية التي يُفضل الدعاء بها في ليلة القدر، لأنه لا يوجد أفضل من طلب العفو من الله -سبحانه وتعالى