معلومات اونلاين
مقالات مشابهة
دعاء عقد نية الصيام
لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أيّ دعاء ينبغي للمسلمين ترديده من بعده. ولكن ما ورد في دعاء قدوم رمضان ما رواه طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- في الصحيح من الحديث. حيث قال: “أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كانَ إذا رَأى الهلالَ قالَ اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامَةِ والإسلامِ ربِّي وربُّكَ اللَّهُ“.كذلك ورد في دعاء عقد نية الصيام في رمضان: “اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيماناً واحتسابًا، اللهم تقبّله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولاً”.
ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان
إنّ صيام شهر رمضان وغيره من العبادات التي قد فرضها الخالق -عزّ وجل- على المسلمين لا تصحّ إن لم تبدأ بعقد نيّةٍ في القلب للقيام بها. كذلك أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الصّحيح من الحديث: “إِنَّما الأعمالُ بالنياتِ وإِنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نَوَى“. وكذلك الصيام يشترط فيه النيّة وتشترط نيّته كذلك في الليل قبل طلوع الفجر. وذلك ما أخبر به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قال: “مَن لم يُبيِّتِ الصِّيامَ من اللَّيلِ فلا صيامَ لَهُ“. وذلك على اتّفاق أهل العلم. ولكنّ ما اختلف فيه العلماء في حكم دعاء نية الصيام في رمضان هو بين استحضار النيّة والاكتفاء فيها غيبًا في القلوب. وبين التلفّظ بها باللسان. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ التلفظ باللسان هو من الأمور المبتدعة في الدين. والله ورسوله أعلم.
أحكام النية في الصيام
كذلك بعد بيان ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان لا بدّ من الخوض في ذكر ما يتعلق بأحكام النية في الصيام. فالنيّة هي ما يكون من القصد في القلب على فعل الأمور في الواقف. ومحلّ النيّة لا شكّ القلب.
حكم اشتراط النية لصيام رمضان كل ليلة
وهي من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم والاختصاص. وقد ذهب البعض إلى أنّ حكم اشتراط النية لصيام رمضان كل ليلة هو واجب والله أعلم. وذلك لأنّ كل يوم في حياة المسلم هو يوم مستقل عمّا سبقه وعمّا سيأتي بعده والله أعلم.
حكم من لم يبيت صيام رمضان قبل الفجر
وأمّا عن حكم من لم يبيت صيام رمضان قبل الفجر، فعلى المؤمن القضاء. هذا إن كان الخبر قد وصل للمسلمين بعد الفجر، ولم يعقدوا النيّة بعد لصيام رمضان أنّ الشهر قد بدأ بالفعل. فيعقد المسلم النيّة، ويمسك عن الطعام والشراب في بقيّة النهار مع وجوب القضاء فيما بعد، والله ورسوله أعلم.
حكم من نوى الصيام ولم يتسحر
كذلك الخوض في ذكر أحكام النية في الصيام، وبعد بيان ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان لا بدّ من ذكر حكم من نوى الصيام ولم يتسحر. فقد يتساءل البعض حول إن كان المرء قد عزم الصيام، وعقد النيّة قبل الفجر، ثمّ أغشاه النوم، فلم يدرك ذاته إلّا قبل شروق الشمس فلم يتسحر. هل يكون صيامه صحيحاً؟ والإجابة بكلّ تأكيد هي صحّة الصيام، لأنّ السحور شرع للعبد كي يتقوّى به حتّى موعد الإفطار، والأصل في العبادة هو عقد النيّة. والله أعلم.
شروط النية
حيث أنّ النيّة هي الأساس في كلّ عبادةٍ يتعبّد بها المسلم تقرّباً للخالق -سبحانه- وتعالى. وللنيّة شروط عامّة وشروط خاصّة، ولا بدّ بعد بيان ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان من ذكر شروط النية العامة للعبادات. وهي:
- الإسلام: فقد اشترط على أيّ عبادةٍ الإسلام فلا تصّح النوايا وعقدها لمن لم يكن على الدّين الحنيف. قال تعالى في سورة الفرقان: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}.
- التمييز: وهو أن يكون المؤمن بالغاً وعاقلًا وراشدًا قادراً على التمييز. فلا تجوز النيّة من المجانين، ولا تصحّ من الصغار.
- عدم الإتيان بما ينافيها حتّى يفرغ منها: كذلك إن همّ المسلم بفعل ما قد نواه فلا يجوز له ترك ما همّ به حتّى يفرغ منه إلّا لعذر شرعيّ، والله أعلم.
- مقارنة النيّة للمنوي: أو حتّى التقدّم عليه بما كان من اليسير. وكذلك التأخر عنه باليسير، والله ورسوله أعلم.
- الجزم بالنية: فلا يمكن أن تصحّ النيّة في الشكوك التي قد يشكلها المرء في قدرته على عمل ما ينوي عليه. والله أعلم.
صيام رمضان
إنّ بيان ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان يدفع إلى الخوض في الحديث عن صيام رمضان الكريم. وكذلك ذكر بعض من الفضائل الجليلة التي جعلها الخالق -سبحانه- في هذا الشهر. ومن هذه الفضائل:
- أنّ صيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ“.
- كذلك شهر رمضان هو شهر القرآن. قال تعالى في سورة البقرة: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
- كما جعل الخالق -عزّ وجل- فيه ليلة القدر والتي لها من الأجر أكثر من ألف شهر. قال تعالى في سورة القدر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
- كذلك صيام رمضان وقيامه إيمانًا واحتسابًا سبيلٌ لمغفرة الذنوب.
- وفي شهر رمضان أيضًا تغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان.
- ولله -سبحانه- في كلّ ليلةٍ من ليالي هذا الشهر عتقاء من النيران.
