ما صحة دعاء دخول العام الهجري الجديد

ورد عن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاء كانوا يدعون به عند دخول السنة الجديدة أو الشهر، وكان أصحابُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يتعلَّمون هذا الدُّعاءَ إذا دخَلَتِ السَّنَةُ أو الشَّهرُ والدعاء هو: (اللهمَّ أدخِلْه علينا بالأمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ ورِضوانٍ مِنَ الرَّحمنِ وجَوازٍ مِنَ الشَّيطانِ)، فهذا الدعاء له أصل في السنة، وكان الصحابة يدعون به عندما يهل الهلال في نهاية الشهر وعند بداية السنة الجديدة، ويفضّل أن يدعو به المسلم عند دخول الشهر أو السنة الهجرية الجديدة، فهو حديث حسن عن الصحابة رضوان الله عليهم رواه عبدالله بن هشام.

التهنئة بالعام الجديد بقصد الدعاء

لم يفرّق العلماء بين من يهنئ بقصد الدعاء أو بقصد قدوم العام الجديد، والأفضل ترك التهنئة بالعام الهجري إلا إذا كانت التهنئة بفناء الشخص السنة المنصرمة بالطاعة، وتكون التهنئة بما شرع الله تعالى من مباركة، ودعاء المسلم للمسلم بما يحبه ويسره مما يقوي روح التآخي والتلاحم بينهم، وكان رأي الشيخ ابن عثيمين كما يلي: “أن التهنئة في بداية العام الجديد سواءً الهجري أو الميلادي، لم تكن معروفة عند الصحابة أو السلف الصالح، لذا من الأفضل ترك التهنئة، ولكن إذا هنئ المسلم أخاه المسلم بناءً على أنه أفنى العام المنصرم بالطاعات والعبادات، فيهنئه لطول عمره على طاعة الله تعالى وثباته على دينه، فهذا جائز، لأن أفضل الناس هو من أطال الله في عمره وأحسن عمله، وهذه التهنئة على الطاعة تكون في رأس السنة الهجريّة فقط ليس في رأس السنة الميلاديّة، لأن التهنئة بالسنة الميلاديّة الجديدة لا تجوز في أيّ حالٍ من الأحوال، والتهنئة على الطاعة تكن فقط بالسنة الهجريّة”.

حكم تخصيص آخر العام الهجري بعبادة من صيام أو دعاء أو غيره

تخصيص نهاية العام الهجري بعبادة أو طاعة معيّنة هو من البدع الخطيرة التي ليس عليها دليل لا في الكتاب ولا في السنة الشريفة، وتكمن خطورة البدع خاصة إذا كانت تأمر الناس بعمل أشياء خيّرة مثل الطاعات والعبادات من صلاة وصيام وغير ذلك، فيسارع الكثير ممن ليس لديهم علم كافٍ إلى تطبيق هذه البدع، فيسهل نشرها بين الناس، فكل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجون منه الأجر والثواب، ولكن لم يكن يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل ولا صحابته مع قدرتهم على فعله، فيعتبر من البدع والمحدثات، وقد يعتقد بعض الناس ممن يجهلون في الدين أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها، فيحبون أن تكون خواتيم أعمالهم نوع من العبادات من صلاة أو صيام أو استغفار أو ما شابه، وهذا العمل من البدع المخالفة للسنة حتى وإن كان ظاهرها خيرًا.