ما هو حكم المشاركة في الاضحية

يختلفُ حكمُ المشاركةِ في الأضحيةِ، باختلافِ البهيمةِ التي يُرادُ نحرها قربةً لله -عزَّ وجلَّ- وفيما يأتي بيان ذلك:

الإبل والبقر

يجوزُ للمسلمِ الاشتراكُ في ثمنِ أضحيةٍ واحدةٍ، إن كانت من الإبلِ والبقرِ؛ حيث أنَّ هاتينِ البهيمتينِ تجزئانِ عن سبعةٍ، ودليل ذلك الحديث الذي أخرجه مسلم عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال: (اشْتَرَكْنَا مع النَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- في الحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، كُلُّ سَبْعَةٍ في بَدَنَةٍ).

الغنم

لا يجوزُ للمسلمِ الاشتراكُ في أضحيةٍ واحدةٍ إن كانت من الغنمِ، سواء أكان من الماعزِ أم من الضأنِ؛ إذ أنَّها لا تجزئ إلَّا عن واحدٍ، وأهلِ بيته ممن يعولهم، ولكن يُمكن للمسلمِ أن يساهمَ في ثمنها، فيُعطي المضحي جزءاً من ثمنِ الأضحيةِ على سبيلِ الهبةِ لا على سبيلِ الأضحيةِ، ويكونُ بذلك قد أخذ أجرَ الهبةِ إن شاء الله.

ما هو حكم المشاركة في ثواب الأضحية

يجوزُ للمسلمِ مالكِ الأضحيةَ أن يشركَ غيره في ثوابِ الأضحيةِ مهما كثرُ العددُ، فيكونُ مالك الأضحيةِ واحدًا، إلَّا أنَّ المشتركَ في الثوابِ معه غيره من المسلمينَ، ودليل ذلك فعلُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث جاء في صحيح مسلم عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ).