معلومات اونلاين
مقالات مشابهة
ما هو عيد الفصح اليهودي
عيد الفصح اليهودي “بيساح” أو “Pesach” وهو أحد الأعياد الرئيسية لدى اليهود، حيث يستمر الاحتفال به لمدةٍ تبلغ 7 أيامٍ تبدأ في 15 نيسان وتنتهي في 21 نيسان من كل عامٍ، وذلك بحسب التقويم اليهودي، ومن أسمائه أيضًا عيد الفطير، وعيد الحرية، وعيد الربيع، ويحظر على اليهود القيام بأية أعمالٍ خلال اليومين الأول والأخير من عيد الفصح اليهودي على اعتبارهما يومين مقدسين لدى اليهود، فيما ينصح بالاستراحة خلال الأيام الخمسة الباقية دون الامتناع عن العمل بشكلٍ كاملٍ، ويحيى يهود العالم عيد بيساح سنويًا احتفالًا بخروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية، وتخليصهم من العبودية وحصولهم على حريتهم، حسبما ورد في سفر الخروج. أما كلمة “بيساح” أو “بيسح” فتعني “عبور” أو “اجتياز” وتشير إلى عبور اليهود من أرض العبودية باتجاه أرض الحرية.
لماذا يحتفل اليهود بعيد الفصح اليهودي
ذُكر عيد الفصح اليهودي في التوراة في سفر الخروج، وسفر التكوين، وبحسب الرواية اليهودية فقد كان اليهود عبيدًا لدى فراعنة مصر لمدة 200 عامٍ إلى أن ثاروا عليهم وغادروا مصر متجهين إلى صحراء سيناء حيث أقاموا فيها لمدةٍ بلغت 40 عامًا، وهناك أنزل الله على بني إسرائيل وعلى نبيهم موسى وصاياه فوحد شملهم بعد أن كانوا مفرقين، وفي هذا يقول موسى عليه السلام بحسب الرواية اليهودية في كتاب التوراة سفر الخروج “اذكروا هذا اليوم الذي خرجتهم فيه من مصر من بيت العبودية، فإنه بيد قوية أخرجكم الرب من هنا، …. سبعة أيامٍ تأكل فطيرًا وفي اليوم السابع عيد الرب، فطير يؤكل ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلًا من أجل ما صنع لي الرب حين أخرجني من مصر، ويكون علامةً على يدك وتذكارًا بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك …. فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنةٍ غلى سنةٍ”.
ما هي طقوس عيد الفصح اليهودي
يرتبط عيد الفصح اليهودي بعددٍ من الطقوس التي يمارسها اليهود قبل عدة أيامٍ من بداية العيد إضافةً إلى طقوس أيام العيد، ومن أبرز الطقوس المترافقة مع عيد الفصح اليهودي:
طقوس الخمير في عيد بيساح
تقوم العائلات اليهودية وأصحاب المحلات بالتزامن مع اقتراب موعد عيد الفصح اليهودي بتنظيف المنازل والمحلات من كل ما هو مختمر أو يحوي على خميرة وهو ما يطلقون عليه اسم “حاميتس”، كما يقومون بإحراق آخر ما تبقى لديهم من الخبز، وذلك إحياءً لذكرى قيام بني إسرائيل بأكل خبزٍ غير مختمرٍ أثناء خروجهم من مصر بسرعةٍ، إضافةً إلى ذلك يقوم اليهود عادةً بالصيام في اليوم الذي يسبق عيد بيساح، ويدعى هذا الصوم بـ “صيام قبل يوم الفصح”.
طقس ليل هاسيدر في عيد بيساح
يحتفل اليهود ليلة عيد الفصح اليهودي بإقامة حفلٍ تقليديٍ يعرف باسم “ليل هاسيدر” ومعناه “ليل النظام” يحيه بعض اليهود في منازلهم، فيما يحيه بعضهم الآخر بصورةٍ اجتماعيةٍ في قاعات ومؤسسات، وخلال الحفل تروى قصة العبودية والخلاص لتذكير الأجيال بمعنى العيد، كما تقرأ بعض النصوص من كتاب “الهجداه” أحد أكثر الكتب اليهودية التقليدية انتشارًا، وتتضمن طقوس “ليل هاسيدر” شرب أربع كؤوسٍ من الخمر المصنوع من العنب، كما يقوم أصغر أفراد العائلة بتلاوة ترنيمة تحت عنوان “ما نشتانا”، ومعناها “ماذا تختلف هذه الليلة عن باقي الليالي”.
أصول عيد الفصح اليهودي
يعتقد الكثير من الباحثين التاريخيين أن لا علاقة لعيد الفصح اليهودي بخروج اليهود من مصر مستشهدين على ذلك بأن اليهود احتفلوا بهذا اليوم قبل خروجهم من مصر من خلال إقامة طقوس شبيهة بطقوس الوثنية وهي طقوس الوقاية من تأثير الشر لحماية العائلة، حيث كانت تذبح الأغنام ثم تدهن دماؤها بواسطة نبات “الزوفا” على الأبواب وعتبات المنازل لحماية المنزل من دخول “القوى الشيطانية” إليه. وبناءً على ذل يرى الباحثون التاريخيون أن طقوس الوقاية من الشر اندمجت مع طقوس مهرجان الربيع الكنعاني الذي ارتبط بالخبز غير المختمر، ومع ظهور قصة خروج اليهود من مصر ضاعت الجذور الأصلية لطقوس عيد الوقاية من الشر ومهرجان الربيع الكنعاني حيث جرى ربطها بعد ذلك بعيد الفصح اليهودي “بيساح”.
ما الفرق بين عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي
احتفل المسيحيون قرونًا طويلةً بعيد الفصح وفق التقويم اليهودي ظنًا منهم أن آلام السيد المسيح كانت يوم الأحد الموافق 14 من شهر نيسان، إلى أن جاء الإمبراطور الروماني “فلافيوس قسطنطين” فوجه المسيحين للاحتفال بعيد الفصح في الأحد الموافق 14 آذار من الشهر القمري، إلا أنه ربطه بالتقويم الشمسي جاعلًا إياه في 21 آذار، وقد أدى هذا الأمر إلى انفصال المسيحيين عن اليهود في الاحتفال بعيد الفصح، وقد تفاوتت الكنائس المسيحية لاحقًا في تحديد موعد عيد الفصح حتى أصبح نطاقه الزمني محصورًا بين 22 آذار و25 نيسان في الكنائس الغربية، وبين 4 نيسان و8 أيار في الكنائس الشرقية.
