من شروط الاعتكاف

من شروط الاعتكاف

من شروط الاعتكاف

شرع الدين الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وإن كان المعتكف ممن يجب عليهم صلاة الجمعة، ويتخلل فترة اعتكافه جمعة، فيفضل الاعتكاف في مسجد تقام فيه الجمعة، ومن شروط الاعتكاف:

  • المعتكف لا يلزم بالصيام.
  • المعتكف لا يعود مريضًا أثناء فترة اعترافه.
  •  المعتكف لا يقضي حوائج أهل بيته، ولا يجيب الدعوة.
  •  المعتكف لا يشهد جنازة.
  • المعتكف لا يذهب إلى مكان عمله خارج المسجد.

وذلك لما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: السُّنة على المُعتكِف ألاَّ يَعُودَ مريضًا، ولا يشهدَ جنازة، ولا يمَسَّ امرأة، ولا يُبَاشِرَها، ولا يَخْرُجَ لحاجةٍ إلا لِمَا لا بد منه.

فضائل الاعتكاف ومكانه

فضائله

  • إن في العشر الأواخر ليلة فضلها خير من ألف شهر، أي أفضل من ثلاث وثمانين سنة لا يوجد فيها ليلة القدر، كما كان يعتكف النبي -صلى الله عليه وسلم- رجاء أن يوافقها، بل قد اعتكف -عليه السلام- العشر الأول ثم الأوسط، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه، فقال “إني اعتكفت العشر الأوّل، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف”.
  • أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يترك الاعتكاف، وكان يعتكف من كل سنة عشرة أيام، فلما كان العام الذي توفي فيه اعتكف عشرين يومًا، بل لما تنافس أهل بيته على الاعتكاف تركه، ثم عاود قضاه في العشر الأول من شوال، كان كل ذلك تحصيلاً لهذه القربة ألا تفوته، وفعله هذا كاف لبيان فضله.
  • إن الرسول صلى الله عليه وسلم، عند الاعتكاف يترك ما هو مباح له أصلاً، وهو النساء والنوم، وبذلك يفسر قول عائشة رضي الله عنها، (جدّ وشدّ مئزره)، بأنه ترك النساء والنوم.
  • أن النبي عليه أفضل السلام وأتم التسليم يفعل ما سبق أن نهى عنه؛ فقد نهى عن الوصال وهو تأخير موعد السحور إلى السحر، وكان يفعله أثناء الاعتكاف لا سيما في العشر، وكما وقد نهى -عليه السلام- عن إحياء الليل كله، إلا أن أعلم نساءه به قالت “وأحيا ليله” وقد قال العلماء: (يحتمل إحياء الليل كله؛ لأنه لم يرد شيئاً صحيح يخالف هذا الظاهر).
  • ومن ما يؤكد أهمية الاعتكاف: أن الرجل المشرك لو نذر وهو مشرك أن يعتكف، ثم أسلم؛ فإنه يجب عليه وفاء النذر، كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • ومما يؤكد أفضلية وأهمية الاعتكاف أيضًا أن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتكفن بعده ومعه، حتى إن عائشة -رضي الله عنها- لتقول: “اعتكف مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة مستحاضة من أزواجه، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي”، فسبحان الله إذا كانت حتى النساء الصحابة يعتكفن، بل وإن كن مستحاضات، فما عذر الرجال من الكهول والشباب عن هذه العبادة راغبون، ألم يعلموا أن النبي المصطفى لما أحس -صلى الله عليه وسلم- بدنو أجله اعتكف عشرين يومًا، فعلى الدعاة العمل على هداية الناس، وحثهم على القيام بالطاعات مثل الاعتكاف.

مكانه

لقد اشترط بعض الفقهاء والعلماء أن يكون المسجد المعتكف فيه جامعًا، إذا كان يتخلل أيام الاعتكاف صلاة جمعة، وأفضل المساجد المسجد الحرام، ثم يليه المسجد النبوي، ثم يليه المسجد الأقصى المبارك، فهذه أفضل المساجد بالترتيب، ثم يليهم مسجد جامع، ومن ثم مسجد أكثر جماعة غير جامع، قالوا: ثم ما لا يحوجه لطول الخروج أو كثرة الخروج.

ويصح الاعتكاف مصلى يصلي فيه الناس، ويصح الاعتكاف في سطح المسجد، ويصح أيضًا في رحبة المسجد، وفي منارات المسجد، ويصح الاعتكاف في الغرف الملحقة بالمسجد، وتعد داخل حدود المسجد، وتصح في مكتبة المسجد كذلك أو المستودع الموجود في المسجد، ما دام داخل أسوار المسجد وملحق بالمسجد، وليس منفصلاً عنه، فكل هذه الأماكن يصح فيها الاعتكاف، ولا شك أن أفضلها وأحبها هو في داخل المسجد، إلا إن كان ذلك يحول دون حائل، أو لا يستطيع المسلم أن يعتكف الاعتكاف الصحيح في داخل المسجد، في هذه الحالة أفضلها خروجًا من الخلاف، وباقي الأماكن مشروعة مع وجود في بعضها خلافًا.
قال ابن قدامة: (لا يجوز الاعتكاف سوى في مسجد تقام فيه الجماعة، بسبب وجوب الجماعة واعتكاف الرجل في مسجد لا تقام الجماعة فيه يفضي إلى أحد من الأمرين: إما ترك الجماعة الواجبة على المسلم، وأما خروجه المتكرر إليها كثيرًا مع إمكان التحرز منه، وذلك مخالف للاعتكاف، إذ إنه لزوم المعتكف والإقامة على الطاعة لله).

أحكام الاعتكاف

على المسلم المعتكف تحصيل المقصود من الاعتكاف باتباع هدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فيه؛ فقد اعتكف النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة في قبة تركية، ووضع على سدتها حصيرًا  قال ابن القيم -رحمه الله- أن سبب ذلك:” تحصيلًا لمقصود الاعتكاف وروحه، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عٍشرة، ومجلبة للزائرين وأخذهم بأطراف الأحاديث بينه، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون”.
إذا نوى العبد الاعتكاف لم يجب عليه إتمامه، ويجوز له قطعة، وخاصة إذا خشي على عمله الرياء، قال ابن باز رحمه الله: “وله قطع ذلك إذا دعت الحاجة لذلك؛ لأن الاعتكاف سنة، ولا يجب الشروع إذا لم يكن منذورًا”.

لم يرد حديث صحيح في تحديد مدة معينة للاعتكاف، لكن أخذ بعض العلماء من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة”، وهذا يعني أن أقل الاعتكاف يوم وليلة، ولعله أقرب ما ورد للصواب، وليس للعبد أن يخص يومًا بعينه يعتاد الاعتكاف فيه.
يستحسن بالمعتكف أن يتخذ لنفسه خلوة ومكانًا خاصًا؛ وذلك ليخلو بربه الكريم، وليستريح فيه  ولكيلا يكشفه أحد حين يبدل ملابسه، أو يستقبل من يريد زيارته من أهله، ويجوز تنقل المعتكف في محيط المسجد، لكن الأولى للمعتكف ألا يكثر التنقل والحركة في المسجد؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد اتخذ معتكفاً في المسجد لا يخرج منه إلا لصلاة، وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم.

ما يُكره للمعتكف

  • كل شيء يؤدي إلى إبطال الاعتكاف بلا عذر مقبول.
  • كل ما يخرج به عن مقصود الاعتكاف وحكمته، وما يخل بمقصود الاعتكاف، ومن ذلك الاختلاط مع الناس، إلا في الصلاة وعند الحاجة، الإسراف في الشراب والطعام، بالإضافة إلى طول النوم فهدى -صلى الله عليه وسلم- بتقليله، فكان المصطفى يترك النوم في العشر الأواخر، والكلام من غير اللازم، فكان النبي  -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي تحتاجه الأمة بأسرها يعتذر حتى عن أصحابه، كما أن البعد عن الضحك والهزل وما لا ينفع، وتضييع الأوقات الثمينة في غير الطاعات.
  • التكسب بالصنائع في المسجد: يحرم التكسب في المسجد بالصنائع مطلقًا، وهو مذهب الحنابلة والحنفية وإباحة ذلك يؤدي إلى الإخلال بحرمة المسجد وإخراج المسجد عن مقصوده، لكن إذا لم يكن يقصد التكسب، وكان يسيرًا له أو لغيره فلا بأس به، كما لو رقع ثوبه وخصف نعله، واستثنى بعض العلماء من ذلك: ما كان في المصلحة العامة للمسلمين كإصلاح آلات الجهاد، فهذا مجاز في المسجد.
  • الفصد والحجامة في المسجد: اختلف الفقهاء والراجح هو تحريم الحجامة والفصد في المسجد، وإن كان في إناء، فيكره حسب مذهب الشافعية.
  • التعبد بالصمت، على أقوال عديدة أصحها ما قال به ابن تيمية إن طال الصمت يصبح حرامًا، إذا تضمن ترك الكلام الواجب، وكذلك أن تعبد بالصمت عن الكلام المستحب، وكما أن الكلام المحرم يجب الصمت عنه، وينبغي الصمت عن فضول الكلام.
  • عقود المعاوضات: كالشراء والإجارة والبيع والصرف وعقد الشركة والرهن، وحكمها في المسجد: عدم الصحة والتحريم وهو مذهب الحنابلة، فإن عقدها صح العقد إجماعًا، مع تحقق الإثم لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه، وسلم  “نهى عن تناشد الأشعار في المسجد وعن البيع والشراء فيه”، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه:”من رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا لا أربح الله تجارتك”، أما خارج حدود المسجد: فيجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد، ويشتري ما لا بدلًا منه مثل قوت عياله وقوته، إذا لم يكن هناك أحد يقوم به غيره واشترط الحنابلة: أن يكون عمل ذلك في طريقه من غير أن يعرج أو يقف.
  • البصاق في المسجد: اختلف الفقهاء على أقوال عديدة منها التحريم مطلقًا، وكفارتها تكون في دفنها، وهو ظاهر مذهب الحنفية، وبه قال النووي وهو مذهب الحنابلة، ومنها أنها تجوز للمحتاج، ولا تجوز لغير المحتاج. وبه قال بعض الشافعية.

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة