موضوع عن العلاقات الأسرية

موضوع عن العلاقات الأسرية

العلاقات الأسرية

الأسرة هي عماد المجتمع وأولى لبناته يستمد قوته من قوتها، وتماسكه من تماسكها، فما وجد في الأسرة وجد بالمجتمع وأنتشر، وما لا وجود له في الأسرة لا أثر له في المجتمع.

تعتبر الأسرة الخلية الأولى التي تكون منها المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت أنهار المجتمع بأسره، ولا يقتصر دور الأسرة على مجرد المحافظة المادية على المجتمع من خلال التناسل وأنجاب الأطفال، بل يتعدى ذلك إلى المحافظة على تراثه وتماسك افراده من خلال ما تلقنه لأفرادها من عناصر أساسية لثقافة المجتمع التي تشمل لغته ، قيمه وعاداته وتقاليده ومساعدته على السلوك بأسلوب يتفق مع افراد المجتمع مما يحقق التوافق بينهم.

وهي المكان الذي يجد فيه الإنسان منا راحته والشعور بالدفء والراحة والطمأنينة التي قد لا يشعر بها الإنسان في أي مكان آخر، تبدأ تكوين الأسرة منذ لحظة الزواج حيث تتكون الأسرة الصغيرة المكونة من الرجل والمرأة وتبدأ بعد ذلك الأسرة في الاتساع لتشمل الأبناء مع الأب والأم، لتربطهم العلاقات الأسرية وهي من أهم العلاقات التي تؤثر على شخصية الفرد في المجتمع، لهذا يجب مراعاة بناء العلاقات الأسرية على أسس صحيحة حتى تؤثر بشكل إيجابي على نفسية الأبناء.

            وتعد الأسرة الوحدة الاجتماعية في كل ثقافة وهي المسؤولة عن إعداد الفرد للاستمرار في الحياة من خلال تشرب الآراء والافكار والمعتقدات والقيم السائدة في مجتمعه .

وهي مصدر الاشباع المنظم لحاجات الطفل خاصة في السنوات الأولى من حياته، حيث يعتمد الطفل على الوالدين في كل امور حياته، وللعلاقة بالوالدين اثر على الصحة النفسية  للأبناء، فإذا كانت العلاقة دافئة ويسودها الحب والاحترام المتبادل خاصة إذا كان الأسلوب التربوي الذي يستخدمه الوالدان إيجابي مما ينعكس إيجاباً على شخصية الأبناء وسلوكهم، أما في الأسرة التي يسودها جو من الشجار والمشاحنات فإنه يؤثر على شعور الأبناء بالأمن والطمأنينة .

تعريف العلاقات الأسرية

  • تعريف العلاقات:

لغة: كلمة العلاقات كلمة تدل على الجمع، ومفردها العلاقة وأصل العلاقة الفعل “علق”، العين، واللام، والقاف، أصل كبير وصحيح يرجع إلى معنى واحد، وهو أن يناط الشيء العالي، ويتسع الكلام، وأن يتعلق أمر بأمر آخر ويلزمه، وهذا التعلق أبرز ما يكون في العلاقات الأسرية ويؤثر فيها

اصطلاحا: هي الروابط والاثار المتبادلة بين الأفراد في المجتمع، وهي تنشأ من طبيعة اجتماعهم، وتبادل مشاعرهم، واحاسيسهم، واحتكاك بعضهم بالبعض الآخر.

وهي تشمل: العلاقة الزوجية، العلاقة بالوالدين، العلاقة بالأولاد، العلاقة بالإخوة، العلاقة بالأقارب، العلاقة بعامة الناس.

  • تعريف الأسرة:

لغة: الأسرة مأخوذة من الأسر، وهو القوة والشد، فأعضاء الأسرة يشد بعضهم إزر بعض ويعتبر كلاً منهم درعاً للآخر، كما أن القيد والأسر هنا يفهم منه العبء الملقى على الإنسان أول أي المسؤولية، ومن ثمة فإن المفهوم اللغوي للأسرة يدل على المسؤولية.

وأسرة الرجل: عشيرته، ورهطه الاقربون، لأنه يتقوى بهم، ولذلك تسمى الأسرة بالدرع الحصينة.

الأسر شدة الخلق كما قال الله تعالى: “نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا” .

اصطلاحا: هي تنظيم اجتماعي شرعه الاسلام، يتكون من زوجين وابناء، أو اشخاص اخرين من ذوي القرابة أومن تكلفت الأسرة برعايتهم، يعيشون في نفس المسكن، وتقع على الأسرة مسئولية رعاية النشء وتربيتهم ، وتتميز الأسرة بأن لكل فرد حقوق وواجبات محددة شرعا .

وتعرف بأنها” وسط مشروع ومعترف به لتحقيق غرائز الإنسان، وهي المصنع الذي يزود المجتمع بالأفراد، والطاقات والعقول والمواهب التي يمكن اعتبارها رصيده وعدته عن طريق الزواج،  فهي توفر عاطفة الابوة والامومة والاخوة، فهي لاشك أنها الوسط المناسب لإقامة الكيان النفسي المتكيف لأفرادها” .

تعرف بأنها” عبارة عن رجل وامرأة وأطفال يعيشون في مكان واحد وتجمعهم صفات مشتركة وهي: الارتباط بالزواج، والابناء يرتبطون برابطة الدم، يعيشون في نفس المسكن، يقومون بأداء أدوارهم الاجتماعية من خلال التفاعل الاجتماعي ويشمل الزوجين والابناء، ويشتركون في ثقافة واحدة، بالإضافة إلى أنهم يشكلون وحدة اقتصادية واحدة” .

ويعرفها معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية بأنها “الوحدة الاجتماعية الأولى التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني وقوم على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجمعي والقواعد التي تقررها المجتمعات المختلفة” .

ويعرفها ماردوك بأنها” جماعة اجتماعية تتكون من رجل وامرأة والابناء ولها أربع وظائف أساسية للحياة الاجتماعية وهي: الوظيفة الجنسية، الاقتصادية، التناسلية، والتربوية، ومدى الترابط بين هذه الوظائف الذي بدونه لا يمكن استمرار المجتمع” .

ويشير أوجست كونت أنها” الخلية الأولى في جسم المجتمع وهي النقطة التي يبدأ منها التطور ويمكن مقارنتها في طبيعتها بجوهر وجودها في الخلية الحية في بيولوجيا الكائن الحي، وهي أول وسط ينشا فيه الفرد ويتلقى فيها المكونات الأولى لثقافته ولغته وتراثه الاجتماعي” .

وهناك تعريف اخر للأسرة “بأنها علاقة مستمرة ودائمة بين الزوج والزوجة وتعد الناحية الجنسية من أهم مميزاتها وقد تتضمن الأسرة أفراداً أخرين غير الزوجين أو الأولاد ينتمون اليهم بصلة القرابة وفي هذه الوحدة تكون الوحدة المكونة هي البيت”.

الأسرة “جماعة اجتماعية أساسية ودائمة ونظام اجتماعي رئيسي، وليست الأسرة اساس وجود المجتمع فحسب بل هي مصدر الاخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك والاطار الذي يلتقى فيه الإنسان أو لدرس من دروس الحياة الاجتماعية”.

وهناك من يعرفها على أنها “تجمع قانوني لأفراد اتحدوا بروابط الزواج والقرابة، وهم في الغالب يشاركون بعضهم البعض في منزل واحد ويتفاعلون تفاعل متبادل طبقا لأدوار اجتماعية محددة تحديداً دقيقاً”.

تلخص الباحثة ما سبق: تتعدد وتختلف وجهات النظر في تعريف الأسرة الا أن هناك اتفاق حول أهمية الأسرة باعتبارها المؤسسة الاجتماعية والخلية الأولى في المجتمع، تتكون من زوج وزوجة وأبناء يعيشون في مسكن واحد كل منهم له دوره وواجباته وتقع عليه مسؤوليات وله وظائفه في الأسرة، وهي أول وسط ينشأ فيه الفرد ،وتقوم الأسرة  بتوفير الحماية وتربية وضبط سلوك الابناء ليصبحوا أشخاصاً يتصرفون وفق عادات وتقاليد ودين مجتمعهم.

العلاقات الأسرية

اصطلاحا: هي العلاقات الوثيقة التي تنشا بين الافراد الذين يعيشون معا لمدة طويلة وتقوم على الالتزام بالحقوق مما يؤدي إلى شعور بالتماسك والصلابة

تعرف على أنها -العلاقة التي تقوم بين الزوج والزوجة والابناء مترجمة طبيعة الاتصالات والتفاعلات التي تقع بين اعضاء الأسرة الذين يقيمون في منزل واحد.

ويعرفها “محمد يسري” على أنها مفهوم للتربية وتمثل الجهد التربوي عن طريق الأسرة بقصد تغيير وتنمية اتجاهات وقيم الفرد وهي طبيعة الحياة داخل الأسرة.

إجرائيا: هي مجموعة من المعاملات الأسرية التي تخلق عادة داخل كل أسرة، وتختلف من أسرة إلى أخرى وتقاس بالدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوصين من طلبة جامعة الأقصى على مقياس العلاقات الأسرية المعد للدراسة.

أهمية الأسرة

الأسرة هي النظام الإنساني الأول، والأسرة جماعة من الافراد ويتفاعلون من بعضهم لبعض وتعتبر الهيئة الأساسية تقوم بعملية التطبيع الاجتماعي للجيل الجديد، غير أن الأسرة ليست مجرد وسيلة بل هي أكبر من ذلك حيث أنها تجدد النسل وتربية الأبناء لإعدادهم للقيام بأدوارهم في هذه الحياة ، فالأسرة تقوم بتزيد أعضائها بكثير من الإشباعات الأساسية من بينها توفير مسالك الحب بين الآباء والابناء والأزواج، والتعرف على الصراعات والخلافات النفسية التي تحدث بين كل من الأبناء والاباء وبين الأزواج والزوجات وما لذلك من أسباب واثار نفسية يمكن دراستها وتخفيف حدتها.

أهمية العلاقات الأسرية

لا يعيش الفرد في عزلة عن الأسرة والمجتمع، وللعلاقات الأسرية دور في زيادة تفاعل الفرد مع الأسرة، حيث التواصل الافعال يُخرِج الفرد من عزلته، ويتيح المجال لتبادل الآراء والافكار على المستوى الاجتماعي، وينعكس ذلك على الأسرة بشكل عام من خلال توفير المناخ الايجابي بين افرادها، والتقليل من حجم الهوة بين كلا من الاباء والابناء، واتاحة الفرصة للتعرف على اراء الاخرين ومشاعرهم والمشاركة في الحوار وتكوين الشخصية المستقلة في المجتمع .

خصائص الأسرة

  1. الأسرة جماعة اجتماعية تتكون من أشخاص لهم رابطة تاريخية وتربطهم ببعض صلة الزواج أو الدم أو التبني.
  2. غالباً يقيمون أصحاب الأسرة في مسكن واحد.
  3. الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية للطفل.
  4. للأسرة نظام اقتصادي خاص من حيث الاستهلاك وإنتاج الأفراد.
  5. الأسرة هي المؤسسة والخلية الاجتماعية الأولى في بناء مجتمع وهي الحجر الأساسي في استقرار الحياة..
  6. تشكل الأسرة وحدة للتفاعل الاجتماعي بين افرادها وفق مسؤوليات وواجبات، بهدف اشباع الحاجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لأفرادها.
  7. تؤثر الأسرة وتتأثر بالمعايير والقيم والعادات الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع، وبالتالي يشترك أعضاء الأسرة في نفس الثقافة.

أشكال الأسرة

تنقسم الأسرة إلى قسمين:

  • الأسرة النواة أو الأسرة المصغّرة: تتكون من زوج وزوجة والأولاد.
  • الأسرة الممتدة: تتكون من جد وجدة والأولاد والأحفاد.
  1. الأسرة النواة:

هي الأسرة المكونة من الزوجين وأطفالهم وتتسم بسمات الجماعة الأولية، وهي النمط الشائع في معظم الدول الأجنبية وتقل في أغلب الدول العربية، وتتسم الوحدة الأسرية بقوة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة بسبب صغر حجمها، كذلك بالاستقلالية في المسكن والدخل عن الأهل، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لفترة مؤقتة كجماعة اجتماعية، حيث تتكون من جيلين فقط وتنتهى بانفصال الأبناء ووفاة الوالدين، وتتسم بالطابع الفردي في الحياة الاجتماعية.

  1. الأسرة الممتدة:

هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية تجمعها الإقامة المشتركة والقرابة الدموية، وهي النمط الشائع قديماً في المجتمع ولكنها منتشرة في المجتمع الريفي، بسبب انهيار أهميتها في المجتمع نتيجة تحوله من الزراعة إلى الصناعة، وتتنوع إلى أسرة ممتدة بسيطة تضم الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم، وأسرة ممتدة مركبة تضم الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم والأحفاد والأصهار والأعمام، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لما لا نهاية حيث تتكون من 3 أجيال وأكثر، وتتسم بمراقبة أنماط سلوك أفراد الأسرة والتزامهم بالقيم الثقافية للمجتمع، وتعد وحدة اقتصادية متعاونة يرأسها مؤسس الأسرة، ويكتسب أفرادها الشعور بالأمن بسبب زيادة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة.

صفات وخصائص الأسرة العربية:

تتكون الأسرة الممتدة من ثلاث أجيال الزوج، الزوجة، أبنائهم المتزوجين وزوجاتهم وأطفالهم وأبنائهم غير المتزوجين وبناتهم وربما آخرين، وجدير بالذكر أن هذا الامتداد يأتي أبوي الخط (ذكوري) تبعاً لثقافة المجتمع التي تعطي الرجال صفة الملكية للعائلة بما فيها النساء طبعاً.

  1. أبوية السلطة ( Patriarchal):

الأب في العائلة التقليدية هو صاحب القرار والسلطة والحكم المطلق ولا خيار لأفراد العائلة الآخرين في ذلك، ولا يمكن أن يكون له بديل إذ أن ذلك الحق يأتي كونه الأب البيولوجي والاجتماعي للعائلة.

  1. أبوية الانتساب ( Patrilineal):

ينتسب الشخص في النظام الأبوي، حيث تنتشر العائلة الممتدة، إلى عائلة الأب وما يلي من تنظيمات اجتماعية كالحمولة والعشيرة والقبيلة، ويكون المطلوب هو زيادة عدد أفراد عائلة الأب وحمولته وعشيرته وقبيلته، وبشكل خاص زيادة عدد الذكور في هذه الوحدات، ولكن عدد الذكور لا يأتي إلا بزيادة عدد الإناث اللواتي يلدن الذكور، ويأتي ذلك بطرق عديدة مثل الحفاظ على أناث العائلة في العائلة عن طريق زواج الأقارب وجلب زوجات من عائلات أخري ضعيفة أو فقيرة وتعدد الزوجات والزواج المبكر.

  1. أبوية السكن ( Patrilocal Residence):

أي أن الشاب والفتاة بعد زواجهما مباشرة يسكنان في بيت والد الزوج ومع عائلة المنشأ للزوج، وهذا هو نظام السكن المتبع في المجتمعات التي يسود فيها نظام العائلة الأبوية الممتدة.

  1. زواج الأقارب ( Endogamy):

والمعني الجغرافي لـ ( Endogamy) هو( زواج داخلي) أي ضمن حدود وحدة اجتماعية معينة، وهذا ما هو موجود في المجتمع العربي التقليدي حيث أن الزواج المثالي هو زواج بنت العم أي الزوج داخل إطار العائلة الممتدة.

  1. تعدد الزوجات (Polygyny):

أي أن يكون هناك زواج مشروع ومعترف به ومقبول به ومقبول اجتماعيا بين رجل وعدة نساء ضمن الشريعة الإسلامية

المراحل التي تمر بها الأسرة

  1. المرحلة الأولى: هي التي تسبق الزواج مباشرة، ولهذه الفترة من تاريخ الأسرة أثر بالغ على العلاقات التي ستسود الزوجين في حياتهم المقبلة، ويمكننا القول بأنها مرحلة تمهيدية للحياة الزوجية.
  2. المرحلة الثانية: هي مرحلة الحياة الزوجية الفعلية من اشتراك كل زوج مع الآخر في المسكن وتحمل المسئوليات والواجبات وفي هذه المرحلة يحدد كل قرين اتجاهاته إزاء القرين الاخر.
  3. المرحلة الثالثة: هي مرحلة العناية بالأطفال وفي هذه المرحلة يبدا ارتباط كل من الزوجين بعامل جديد وهو الطفل أو الأطفال، الذين هم في أمس الحاجة إلى تنشئتهم تنشئة اجتماعية ترتبط بالقيم والمعايير السائدة في المجتمع، والتي هي من أهم عناصر التماسك الاسري.
  4. المرحلة الرابعة: وهي تشبه المرحلة الأولى من ناحية فراغ الوالدين من مسؤولية الابناء، وهي كمرحلة انفصال الأبناء نتيجة أنهم وصلوا إلى درجة الاعتماد على أنفسهم.

وظائف الأسرة

اتسمت الأسرة قديماً بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة، واتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذي يلائم العصر الذي تنتمى إليه، حيث اختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور التي أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية قيام الأسرة بها، ولكن لم يختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذي يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة انفعاليا والقادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية.

  1. الوظيفة البيولوجية: وتتمثل في توفير الرعاية الصحية والجسدية للأطفال في الأسرة وتوفير الغذاء الصحي والمسكن الصحي للأفراد في العائلة لينعم الأبناء والآباء بجسم سليم وعقل سليم.
  2. الوظيفة الاقتصادية: عرف عن الأسرة قديماً بالاكتفاء الذاتي وإنتاج ما تحتاجه، وما تزال الأسرة حالياً تشارك في عمليات الإنتاج من خلال أفراد الأسرة، فتمد الأسرة مجالات العمل والمصانع بالأيدي العاملة وبالتعاون.
  3. الوظيفة النفسية: هي أن توفر الأسرة للأبناء الراحة النفسية بتوفير الحب والحنان والأمن والسلام بحيث يعيش الأبناء في جو من الهدوء دون توتر أو قلق من أي خطر قد يحيط بهم
  4. الوظيفة الدينية والأخلاقية: هي أن يقدم الآباء لأبنائهم الخبرات الكافية عن دينهم وعن تعاليمه وعن كل ما يؤدي بهم إلى أن يكونوا أبناء صالحين يتحلون بالأخلاق الدينية دون إغفال حقهم بعيشة كريمة في هذه الحياة.
  5. الوظيفة الاقتصادية : وهي من أهم العوامل لاستقرار الأسرة فكلما كانت حالة الأسرة الاقتصادية جيدة كلما كان هناك شعور بالرضا بين اضلع المثلث للأسرة (الأب، الأم، الأبناء)
  6. الوظيفية الاخلاقية: عندما تغيب الاخلاق كل الوظائف تذهب ادراج الرياح فمن هذه الوظيفية تعليم الأبناء احترام اسم الأسرة واحترام السن (نوقر كبيرنا ونرحم صغيرنا ) وكذلك احترام المرأة كأم وأخت وزوجة وأبنة وتعليم الأبناء الصدق والامناء وعدم إخلاف الوعد وتجنب النفاق وعدم أنكار فضل الوالدين وعدم الاعتداء على حقوق افراد الأسرة.
  7. الوظيفة التعليمية: من مهام الأسرة بأن تعلم أفرادها  الكتابة والقراءة  والاخلاق والتربية الحسنة وارسالهم إلى تلقي التعليم في المدارس والجامعات وتعليمهم حرفة أو صنعة أو أي مهنة أخرى.
  8. الوظيفة الاجتماعية: تتجلى هذه الوظيفة في عملية التنشئة الاجتماعية التي تبدو تأثيرها  في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل على وجه الخصوص، ففي هذا السن يتم تطبيع الطفل اجتماعيا وتعويده على النظم الاجتماعية كالتغذية، الحياء، الاستقلال، لغتهم القومية، العادات والتقاليد السائدة في مجتمعهم، والعلاقات الاجتماعية.
  9. الوظيفة الوقائية: يجب على الأسرة توفير الحماية الجسدية والنفسية لأفرادها منذ الصغر وتعليمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم وكيفية الوقاية من الامراض والحفاظ على أنفسهم داخل الأسرة وخارجها.
  10. الوظيفة العاطفية: تقوم الأسرة بالتنشئة العاطفية للطفل، والمنزل الاسري يعتبر افضل مكان لتحقيق ذلك، فيه يتعلم الطفل التعبير الانفعالي والعواطف كنتيجة للعلاقة الحميمية مع الوالدين والأهل، وذلك بالتربية المقصودة أو بالتربية العفوية وعدم توافر ذلك للطفل هو أحد أهم أسباب الأمراض النفسية التي قد تصيبه لاحقاَ.
  11. الوظيفة الدينية: تتجلى هذه الوظيفة في تعليم الدين والاخلاق وهما وجهان لعملة واحدة، وكما يتشرب الطفل أخلاقه من الأسرة كذلك يتشرب الدين وأحكامه وقيمه وعقائده وآدابه ومعاملاته، ويكون ذلك كله من الأطر المرجعية لسلوكه.
  12. وظيفة التسلية: تلعب الأسرة دور ترفيهي كبير، وقد أخبر وليام أجبرون أن فقدان الأسرة لهذه الوظائف هو الذي يفككها، وقد لاقت فكرة وليام أجبرون انتقادات واعتراضاً كبيراً خاصة من علماء الاتجاه البنيوي الوظيفي، ويرى بارسونز أن الأسرة اصبحت اكثر تخصصاً، ولكن هذا لا يعني أنها أصبحت أقل أهمية لأن المجتمع يعتمدها لأداء وظائف مختلفة، وتحدث وليام جود عن وظيفة أخرى أسماها الوظيفة الوسيطة أي أن الأسرة تكون وسيطا بين الفرد والمجتمع.

دور الأسرة في رعاية الأبناء

تعد الأسرة أهم هيئة اجتماعية تعنى بالعناية والرعاية الاجتماعية وكذلك بإشباع الحاجات الفسيولوجية والمادية، وتزود أفرادها بأساليب السلوك الاجتماعي المناسب، والمذهب الديني والميول والعادات والقيم الملائمة ويتلخص دور كل جانب من جوانب الأسرة فيما يلي:

دور الأب:

لا يقتصر دور الاب على تقديم المال والمسكن فقط، بل يتمثل في توفيره جو من الأمان والتعاون والطمأنينة النفسية، والأب هو مصدر تقليد ومحاكاة من قبل الأبناء لذا على الأب أن يكون قدوة وموعظة حسنة للأبناء. وأن حضور الآباء في حياة الابناء والتواصل معهم عامل مهم لاطلاع الأبناء على حقائق المجتمع الذي يعيشون فيه، ويمنحه القدرة على التواصل الجيد مع الابناء. ويقول الله تعالى في كتابه الحق: “وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله أن الشرك لظلم عظيم”.

دور الأم:

الأم هي وسيط بين الطفل والعالم الخارجي، وتزيد من ثقة الطفل بنفسه لمواجهة العالم الخارجي، وتقدم العناية والغذاء والحب والعطف والاهتمام. وتختلف العلاقة بين الأم والأبناء من مرحلة لأخرى، حيث تختلف في فترة المهد والتي تعتمد على الاقتراب الجسدي عنها في مرحلة ما قبل المدرسة، وينخفض الاتصال الجسدي بين كلا منهما عند دخول المدرسة، فيميل الأبناء لإظهار السلوك الاستقلالي عن الأم، وللأم دور كبير في الارتقاء بالمجالات المعرفية والانفعالية والاجتماعية.

دور الإخوة:

يجب أن تتسم علاقة الاخوة مع بعضهم البعض بالتوافق والانسجام لأنه من شأن ذلك أن يساعد في تشكيل شخصية الأبناء بشكل سليم، كما يجب على الوالدين عدم التفرقة في المعاملة بين الأبناء، لما لذلك آثار سلبية على نفسية الأبناء، وعدم الافراط في الحماية الزائدة أو التدليل المفرط للأبناء. وأن التذبذب في معاملة الوالدين وعدم اتساقهما في أساليب تربية الأبناء له اثاره الضارة على الأبناء

دور الأسرة في بناء المجتمع:

يتكون المجتمع من عدد من الأفراد، وهم الذين يكونون المجتمع، فلا يوجد مجتمع بدون أفراد وأسر، ولو نظرنا إلى الأسر لوجدناها هي أهم مكونات المجتمع،وللأسرة دور كبير في بناء المجتمع، وعندما تبني الأسرة المجتمع فإنما تقدم لنفسها خدمة ولباقي الأسر، فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها، أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة.

وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله، وتميز شخصيته، وتحدد تصرفاته العامة، وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته وخيراته وحضارته، وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها، كما تكون أفكاره الأولى وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية، يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان فينا.. على ما كان عوده أبوه، كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة عند الأبناء حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية.. وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة وأهم شيء، فلولا الأفراد الأصحاء بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا لما نهض المجتمع ولما أصبح مجتمعا قويا منتجا معتمدا على سواعد أبنائه وقدراتهم.
        إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة، فالأسرة التي تربي أبناءها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين، انما هي تقوم ببناء المجتمع.. أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة، أنما هي تهدم المجتمع، أن الاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة، الذكور والإناث. فمهام ووظائف وأدوار الأسر تبدأ مبكرا منذ نشأتها الأولى ومنذ انجابها لأول طفل. ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة وبالتربية الصالحة، والإسلام يهتم بتربية الفرد، والمجتمع يرعى أفراده ويعمل على رفع شأنهم.. والمجتمع ما هو إلا عبارة عن عدد من الأفراد والأسر، والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات والمهارات والعادات وقواعد السلوك، التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه، والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر، فمعظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم وأنشأتهم تنشئة غير سليمة وربتهم تربية طالحة سيئة، وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة وخلف المشاكل والخلافات، فلم تهتم بأبنائها، وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع رجالا مخربين وجانحين وشواذ ومنحرفين .

ماذا يتعلم الفرد داخل الأسرة؟

  1. أنماط سلوكية تتصل بمواجهة الحاجات الجسمية الأساسية ،مثل سلوك التغذية والنظافة الشخصية والعناية بالصحة العامة.
  2. أنماط سلوكية تتعلق بمهارات الاتصال الاجتماعي، والمشاركة الاجتماعية فيتعلم الدين واللغة والعادات والتقاليد والقيم والاتجاهات ومعايير السلوك والمشاعر تجاه الآخرين.
  3. أنماط سلوكية تتعلق بالأدوار الاجتماعية، التي سوف يقوم بها في المستقبل خاصة دور الأم والأب كما يكتسب الفرد الشخصية المتميزة.
  4. كثيراً من المعارف المرتبطة بالبيئة من حوله وتفسير الظواهر الاجتماعية التي يتعرض لها.
  5. تكوين مفهوم صحيح عن ذاته يحدد تصوره لنفسه، وتصور الآخرين في ضوء جنسه وقدراته الجسمية والعقلية، بحيث يستطيع أن يتقبل ذاته وقدراته ويكون هذا التصور أساسا لنجاحه في علاقاته الاجتماعية الخارجية.

أساليب الاتصال السائدة في الأسرة

يهتم علم النفس بالأسرة وعلاقتها بأفرادها، ومن ثم فإن الروابط الأسرية تنشأ نتيجة تضافر مجموعة من العوامل داخل الأسرة، ويمكن تلخيص بعض الأساليب الاتصال السائدة داخل الأسرة كما يلي:

  1. أسلوب اللوم الهجومي: ويظهر هذا الأسلوب نتيجة التفكك والتباعد بين أفراد الأسرة، فيكون أحد الوالدين أوكلاهما كثير النقد والسخرية، ويتميز أسلوب الاتصال بالقسوة ويحاول الشخص المتبني لهذا الأسلوب إثبات نفسه دون مراعاة لمشاعر وحقوق الآخرين، وله آثار سلبية على الأسرة ويزيد من إحساس كل من الوالدين والأبناء بالاغتراب.
  2. الأسلوب غير التوكيدي: ويتميز بكثرة الاعتذار مما يقلل من شأنه أمام الآخرين، ويميل لمحاولة تجنب الخلافات والمشاكل مع الاخرين، لأنه في حاجة لموافقتهم ورضاهم عن تصرفاته، وبالتالي يتنازل عن بعض حقوقه ومشاعره لأن مبدأه تجنب الصراع والمشاكل.
  3. الأسلوب التوكيدي: أي قدرة الفرد على التعبير عن حقوقه ومشاعره دون التعدي على حقوق الآخرين، هدف هذا الاتصال هو إيجاد علاقات حميمة ومتوافقة مع الآخرين، وله نتائجه الايجابية حيث ينتج عنه شعواً بالثقة بالنفس والارتياح، وعند اتباع الوالدين هذا الأسلوب يتميز اتصالهم بالترابط والتفاهم ويستطيعون حل الخلافات الأسرية في جو ديمقراطي.
  4. الاسلوب العقلاني: القائم على التروي والعقلانية، وتجنب الصدام المباشر مع الآخرين، ويلعب الأب غالباً هذا الدور، حيث لا يعبر عن مشاعره وافطاره بشكل صريح مما يوجِد جو من التباعد الاسري وعدم الدفء العاطفي مع الابناء.
  5. الأسلوب المناور: أي استخدام كل أنواع الاستراتيجيات للتخلص من المواقف غير السارة، ومحاولة تجنب المواقف المهددة ويعتمد أيضاً على إثارة مشاعر الذنب لدى الآخرين.
  6. الأسلوب التكاملي: حيث تتوزع فيها الادوار بالتساوي بين الوالدين، ويمارس كلاً من الأب والأم مسؤولياتهما دون انفصال بل توجد حالة من التكامل والتناسق في الأدوار والمهام.
  7. الأسلوب التكافؤي: ويعني الاتساق في أسلوب التفاعل والاتصال بين الوالدين مع الأبناء، ويتم فيه اتخاذ القرارات بمشاركة الزوجين، وتعارض الأفكار لا يهدد العلاقة بينهما، وسرعان ما تزول الخلافات ويسود جو من الديمقراطية والتفاهم.
  8. الأسلوب الاحتكاري: هنا تتمثل عملية الاتصال داخل الأسرة بأنها أوامر ونواهي من جانب الأب، واستكانة واستسلام من جانب الأم، وتتميز العلاقات الأسرية بالتباعد والفرقة، ولا يستطيع أفراد الأسرة حل مشاكلهم بتراضٍ وديمقراطية.
  9. وترى الباحثة أن أكثر الأساليب انتشارا في مجتمعنا الفلسطيني يتمثل بالأسلوب الاحتكاري الذي يتميز بإلقاء الأوامر والنواهي من جانب الأب، هذا باعتبار مجتمعنا مجتمع ذكوري الكلمة والقرار والسلطة تكون للأب، وهناك بعض الأسر التي تتميز بالأسلوب العقلاني القائم على التروي والعقلانية وعدم تعبير الأب عن مشاعره وافكاره بشكل صريح هذا ما يتميز به آباء المجتمع الفلسطيني عادةً، مما يخلق جو من التباعد بين أفراد الأسرة الواحدة، وهناك بعض الأسر الفلسطينية التي تتميز التوكيدي حيث تشجع أبنائها على التعبير عن حقوقهم وآرائهم ومشاعرهم ويتميز اتصال الأفراد بالتفاهم والترابط.

الأنماط الوالدية:

ولقد أشارت بومرند (Bawmrind) في دراستها لتصنيف الأنماط الوالدية لأربعة أنواع  وهي كالتالي:

  1. الآباء المتسلطون: الذين لا يشجعون الابناء على التفكير في المستقبل أو الاعتماد على الذات ويميلون لفرض النظام على حساب الحرية.
  2. الآباء المتسامحون: حيث تتميز علاقتهم بالأبناء بالدفء والتقبل، ويتجنبون الشجار معهم، وترك الأبناء بحرية دون تشجيع على السلوم المرغوب أو توجيه لسلوكهم.
  3. الآباء الرافضون والمهملون للأبناء: حيث لا يشرفون على الأبناء، ولا يهتمون لاحتياجاتهم، ولا يعبرون عن عواطفهم تجاه الأبناء.
  4. الآباء الديمقراطيون: حيث تتميز العلاقة بين كلا من الآباء والأبناء بالدفء والاحترام والتفهم، يحاولون تفهم احتياجات الأبناء، ويستخدمون المنطق والاقناع كوسيلة للتواصل ولا يتردد الأبناء في هذا النمط من الأنماط الوالدية من المحاولة وتجربة كل ما هو جديد دون خوف من العواقب.

تأثير العلاقات الأسرية على أفراد الأسرة

نجاح الأسرة في بناء علاقات أسرية قوية فيما بينهم  يتوقف على نوع العلاقات التي تنشأ بين الفرد وبقية افراد الأسرة، وفيما يلي عرض لتأثير هذه العلاقات:

العلاقة بين الوالدين:

هي عبارة عن مجموعة من الأساليب السلوكية المتبادلة بينهما أثناء تفاعلهما في المواقف المختلفة، وقد تناولت دراسات متعددة أهمية هذه العلاقة خطورة تأثيرها على الأبناء إيجاباً أو سلباً، فحين تتميز هذه العلاقة بالود، والتعاطف والدفء، والمشاركة، والاحترام يتميز الابناء بشخصية سوية تشعر بالأمن والطمأنينة والانتماء والاستقرار وحين تتوتر العلاقات بين الوالدين، ينعكس ذلك على مشاعر القلق لدى الابناء وقد يؤدي إلى اضطراب شخصياتهم، فأبناء الأسر المضطربة يفشلون في اكتساب المهارات الاجتماعية الملائمة، وتشير كثير من الدراسات إلى أن فشل الحياة الأسرية من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انحراف الأحداث، وهذا الانحراف له علاقة وثيقة بنوع العلاقة السائدة في الأسرة، وتؤكد هذه الدراسات على أهمية اتاحة البيئة الأسرية المستقرة للأبناء وخاصة في سنين حياتهم الأولى.

العلاقة بين الابناء والوالدين:

تلعب الاتجاهات الوالدية دوراً أساسياً في تحديد شخصية الأبناء وسلوكهم في الحاضر والمستقبل، والاتجاهات الوالدية هي تنظيمات نفسية، اكتسبها الآباء والامهات من خلال خبرتهم التي مرواً بها في حياتهم، وتحدد لهم بصفة مستمرة أساليب تعاملهم مع أبنائهم إلى حد كبير، فقد أوضحت الدراسات، أن الابن الذي يعامل بقسوة أثناء الطفولة يتسم سلوكه بالتسلط والصلابة، والقسوة والعدوان، كما ينمو فيه الشعور بالاستياء، الذي لا يستطيع الطفل أن يعبر عنه فيتجه للعدوان،  ويتبين أن الابناء الذين ينشأون في بيوت تتسم بالتسلط اكثر حبا للشجار، بالإضافة إلى أنهم لا مبالين ولا يؤثر فيهم أساليب المدح أو أساليب اللوم، كما أوضحت الدراسات أن الابناء الذين يعاملون بطريقة تتسم بالنبذ، أو الاهمال من الوالدين،  تنمو عندهم مشاعر الدونية ويحاولون كسب حب الوالدين بالقيام بأنماط سلوكية جاذبة للانتباه مثل سرعة الغضب، أو الامتناع عن الكلام، أو رفض الطعام …إلخ. أما الحماية الزائدة من جانب الوالدين، فقد تؤدي إلى زيادة تعلق الابن بوالديه وإلى عدم نمو الثقة بالنفس وبالتالي يصبح مفهومه عن ذاته منخفضاً، ولا يمكنه أنجاز أي عمل خارج البيت وأوضحت الدراسات أيضاً وجود علاقة بين الاتجاهات الوالدية في البيئة ومستوى ذكاء الأبناء حيث توصلت إلى أن ذكاء الأبناء يرتفع عندما تقوم الأم بتشجيع أبنائها على الاستقلال منذ سن مبكرة، وتستخدم معهم أسلوب الديمقراطية، والبعد عن التسلط، لأن المعاملة بالتسلط تؤدي إلى انخفاض ذكاء الأبناء.

العلاقات بين الإخوة:

لهذه العلاقات دور مهم في نمو شخصية الفرد، ويقصد بالعلاقات بين الأخوة (مجموعة الأساليب السلوكية المتبادلة بين الأخوة أثنا تفاعلهم في المواقف الحياتية المختلفة)، ويرتبط نجاح هذه العلاقات بنجاح الوالدين في اتباع أساليب سلوكية واحدة في معاملة الأبناء، وعدم التفرقة بينهم نتيجة الترتيب الميلادي، أو النوع، أو غيره من الأسباب.

الأسباب التي تساعد على بناء العلاقات الأسرية السليمة

  1. هناك بعض الأسباب والعوامل التي لو توفرت في الأسرة فإن ذلك يضمن استمرار بناء الأسرة بشكل سليم وهي:
  2. أن يكون الزوجان متفاهمين ويكون بينهم قدر جيد من النضج العقلي ما بين الطرفين.
  3. أن يخلو كل من الرجل والمرأة من الأمراض النفسية والصراعات والتوتر والقلق والغيرة وغير ذلك من المشاعر التي تسبب التوتر داخل الأسرة.
  4. أن يكون بين الزوجين قدر جيد من العواطف والمشاعر التي تجعل الأبناء يشعرون بتماسك هذه الأسرة.
  5. يمكن لكل طرف داخل الأسرة سواء من الآباء أو الأبناء تقديم بعض الهدايا تقديرًا على العرفان بالجميل والعرفان بحبه لباقي أفراد الأسرة.
  6. تعاون كل طرف في داخل الأسرة على إسعاد الآخرين وتحقيق لهم ما يتمنون.
  7. من الأمور أيضًا التي تساهم على نجاح العلاقة الأسرية هو تقسيم العمل داخل الأسرة على كل فرد على حسب قدراته واختصاصاته.
  8. يجب أن يتشارك كل أفراد الأسرة في المسائل المادية كل منهم بقدر استطاعته لعدم وقوع الأسرة في أي أزمة مادية.
  9. قضاء وقت طويل لكل أفراد الأسرة مع بعضهم لمعرفة كيف مر هذا اليوم وما هي المشاكل التي مرت على كل فرد فيهم والاشتراك في حل هذه المشاكل، لأن كل هذه الأمور تساعد على استقرار ونجاح العلاقة داخل الأسرة.
  10. يجب أن يتصف كل شخص داخل الأسرة بالقدرة على مواجهة الضغوط النفسية والقدرة على تحمل المشاكل، بالطبع سوف يساعده علي ذلك المحيطين به.
  11. من أهم الأمور التي تجعل الأسرة مستمرة بشكل جيد هو احترام الوالدين داخل الأسرة، كذلك يجب توفر عنصر الاحترام ما بين الرجل والمرأة بحيث يحترم الرجل زوجته ويعتني بها، نفس الأمر للزوجة التي يجب أن تراعي حقوق زوجها وأبنائها.

نظريات علم النفس الأسري:

أولاً -النظرية البنائية الوظيفية :

يمكننا القول أن هذه النظرية استمدت جذورها من نظرية الجشطالت في علم النفس وتدور فكرة هذه النظرية حول تكامل الأجزاء في كل واحد بتحليل العلاقة بين الأجزاء والكل بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور أو صيانة الكل، فأصحاب هذه النظرية يرون أن الأفراد والجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، وبالتالي فإن كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفياً، كجسم الإنسان، يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته، ويرى رواد هذه النظرية أن لكل شيء في النظام فائدة فهي إن لم تكن ذات فائدة اقتصادية فهي ذات فائدة اجتماعية وبذلك يشير البناء الاجتماعي للأسرة إلى الطريقة التي تنظم بها الوحدات الاجتماعية والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والعناصر المختلفة، وتنظر هذه النظرية إلى الأسرة بوصفها مجتمعاً صغيراً أو وحدة في مجتمع كبير أو الوحدة الكبيرة، ومن أشهر رواد هذه النظرية هم: بارسونز – مرتون – سروكن –ليفي، ويرى بارسونز أن الأسرة بوصفها وحدة بنائية هي الوحيدة التي تستطيع القيام بمهمة إعداد الصغار وتنشئتهم بغرس القيم والمعتقدات وجميع الرموز الثقافية والمبادئ الاجتماعية .

ثانيا- نظرية التفاعل الرمزي:

تمتد نظرية التفاعل الرمزي: أكثر من قرن من الزمن تقريباً وهي التفاعل بين الفكر التي حملها المهاجرون الأوربيون إلى أمريكا، وبين البيئة الجديدة التي نشأوا فيها، وعلى هذا فنظرية التفاعل تبلورت في أمريكا على أثر ازدياد مشكلات الهجرة والجريمة والجنوح والطلاق، والتركيز الأساسي للفكرة ينصب على أن الفرد يعيش في عالم من الرموز والمعارف المحيطة به في كل موقف أو تفاعل اجتماعي يتأثر بها ويستخدمها يومياً وباستمرار ويتضح استخدام الفرد للرموز من خلال معانيها للتعبير عن حاجاته الاجتماعية ورغباته الفردية، وتتجلى أهمية الرموز عند استخدامها من قبل أفراد المجتمع على صعيد الممارسة اليومية في الحياة الاجتماعية حيث يتعلم الفرد من خلال تفاعله مع الآخرين المحيطين به بشكل شعوري أو لاشعوري. استخدام الرموز مثل استخدام اللغة، أو تحريك الرأس ، للدلالة على الرفض أو القبول ، لبس الخاتم عند الزواج، ووفقاً لهذه النظرية فإن التفاعل الرمزي في الأسرة يشير إلى دراسة التفاعل والعلاقات الشخصية بين الزوجين  بعضهما البعض و بين الزوجين وأولادهما، وعلى هذا فسلوك الأفراد في الأسرة ما هو إلا تفاعل اجتماعي، وانعكاس للرموز، التي يشاهدها الفرد، ويتأثر بها سلباً أو إيجاباً في مواقف الحياة اليومية بشكل مباشر، ويرى كولي وهومن رواد هذه النظرية أن المجتمع الإنساني عبارة عن نسيج من تفاعلات وتصورات وانطباعات وتقييمات عقل الفرد مع عقول الآخرين والنفس البشرية عند كولي عبارة عن مجموعة من أفكار تتفاعل وتتعامل مع نفوس الآخرين .

ثالثاً- نظرية التطور الأسري :

تعد نظرية نمو وتطور الأسرة من النظريات الحديثة، التي ظهرت في السنوات الأخيرة منذ عام 1930م، ينصب التركيز الأساسي على أهمية المراحل المختلفة التي تمر بها دور حياة الأسرة، والاهتمام بعامل الزمن كبعد مهم في التفاعل الزواجي.

تستخدم هذه النظرية عدة افتراضات أساسية :

  1. أن الأسرة المقصودة بالنظرية في هذا المدخل، أسرة زواجية مع وجود أطفال للأسرة سواء بالميلاد الاجتماعي أن الأسرة والأفراد يتغيرون وينمون بطرق مختلفة، تبعاً لعملية المعيشة ووفقاً للمؤثرات والوسط الاجتماعي.
  2. أن التركيز الأساسي يكون على الأفراد من خلال أسرهم على الرغم من أهمية النسق الأسري ككل، بما يفرضه من ضغوط معينة على أفراده .
  3. كل أسرة تعد وحدة فريدة من حيث تركيبها العمري والأدوار وتوقعاتها المتبادلة حيث يتغير النسق الأسري بتغيير الوقت ، وفقاً للتغير في التكوين العمري لأعضائه.

رابعاً- نظريات التعلم الاجتماعي :

إن نظرية التعلم الاجتماعي تنظر إلى التطور البشري كتأثير متراكم لمجموعة من التجارب التعليمية المتداخلة لتكون الشخصية وهذا يحدث في نموذج التعلم الاجتماعي بطريقتين:

الطريقة الأولى:

تتم عبر إعادة التدعيم الأسوة ان التدعيم حدث يحدث بعد الاستجابة ، ويؤثر في الاحتمالات بأن يزيد من احتمال الاستجابة التي ستحدث ثانية (الاستجابة الإيجابية) فأي مدعم مرغوب به يحدث بعد الاستجابة ويزيد من الاحتمالات بأن الاستجابة سوف تتكرر أما التدعيم السلبي فإنه يعني أن مثيراً غير مرغوب به يستبعد وهذا يؤدي إلى ازدياد واحتمال حدوث الاستجابة ففي حالة العقاب، فإن مثيراً غير مرغوب به (مثل الألم ) يحدث الاستجابة، أو مثيراً مرغوباً به يزول ويقلل من فرص تكرار الاستجابة .

الطريقة الثانية:

ويحدث فيها التعلم من خلال التقليد وفي حالة التقليد، فإن الناس يقلدون سلوك الآخرين الذين يعجبون بهم أو يحترمونهم إن أولئك الذين يؤمنون بنظرية التعلم الاجتماعي يؤكدون التعزيز والمكافاة والعقاب الذي حدث لنا طيلة حياتنا، ترد استجاباتنا السلوكية إلى أحداث خارجية .

إضافة إلى ذلك أن منظري التعلم مهتمون بدور النموذج الذي يختاره الأفراد ليقلدوها على الرغم من أن نظرية التعلم الاجتماعي تعترف بأن التعلم والنمو الشخصي يحدث في أثناء فترة الحياة فإنها تركز على رد الفعل تجاه معين.

خامساً- نظرية التحليل النفسي:

ان هذه النظرية تحاول أن تفسر النمو الاجتماعي من الطفولة حتى البلوغ، أن تجارب الطفولة حتى المبكرة تترك انطباعا على نمو شخصية الطفل وحينما ينتقل الأطفال من مرحلة جنسية إلى مرحلة أخرى فإنهم يبدأون بإدراك دافعين غريزيين ،الدوافع الجنسية والعدائية وكلا الدافعين يعتقد بأنهما يخلقان حالة مستمرة من التوتر نتيجة حاجة الجسم إلى المتعة والرضا، ان نظرية التحليل النفسي تنظر إلى هذا التوتر على أنه ناتج عن قوى ثلاثة : الهو، والانا ، والانا الأعلى ، أما الهو فيمكن تخيلها كعاطفة لا يمكننا التحكم بها، وتعكس رغبة في إرضاء السلوك الغريزي، أما الأنا الأعلى فإنه يتطور لإرضاء الرغبة الغريزية للشيء في الحالات التي تجنب العقوبة، أما العمل الرئيس للانا هو محاولة إرضاء رغبات الهو والانا الأعلى، نظرية التحليل النفسي مع أنها غنية في فهم النفس الإنسانية إلا أنها تقدم مساعدة قليلة في فهم الأسر لأنها تركز على السلوك الفردي فإن هذا الجانب النظري لا يمكنه أن يفسر كلياً التداخل المعقد الذي يحدث في الأسر والمجتمع.

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

صيام ستة شوال قبل القضاء 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

حكم صيام 6 من شوال 2024

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

كلمات شيلة العيد هل ويا هلا يا مرحبا ويا مسهلا

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

شيلة العيد قرب مكتوبة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة

عبارات عيدكم مبارك 2024 جديدة