متى يفطر مريض السكري في رمضان

في بيان متى يفطر مريض السكر في رمضان، فذلك عندما يشقّ عليه الصوم ويضرّه، فمشروع للمريض أن يفطر في رمضان إذا كان الصوم يضرّه وكان يحتاج في نهاره إلى أنواع الحبوب والأشربة؛ مما يؤكل ويشرب من الدواء، وقد قال تعالى في ذلك في كتابه الحكيم: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” كما جاء في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ تؤتى رُخَصُه كما يكرَهُ أنْ تؤتى معصيتُه”، والله تعالى أعلم.

كفارة مريض السكري في رمضان

في الحدث عن كفارة من يفطر في رمضان المبارك بسبب المرض، ومنهم مرضى السكريّ، فكفارة الإفطار في رمضان لمرض لها حالتان وهما:

الحالة الأولى: أن يكون المرض مزمنًا ولا شفاء منه فكفارة إفطاره في رمضان في هذه الحالة هي الإطعام ولا قضاء عليه.
الحالة الثانية: أن يكون المرض غير مزمن يمكن الشفاء منه، ففي هذا الحال يؤجل المريض القضاء حتّى يشفى منه، ويقضي عندها ولا شيء عليه إلّا القضاء.

حكم تحليل السكر للصائم

في بيان حكم تحليل السُكر للصّائم، يمكن القول أن العينات التي تؤخذ من دمّ الصائم من أجل تحليل السكر لا تؤثر على صيامه، فهي عينات قليلة لا تضعف جسد الصّائم، وقد قال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- عندما سئل عن أخذ عينات من دم الصائم: “مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم، بل يعفى عنه؛ لأنَّه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر”، كما سُئل ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن هذه المسألة فقال: “لا يفّطر الصّائم بإخراج الدَم من أجل التحليل، فإنّ الطبيب قد يحتاج إلى الأخذ من دم المريض ليختبره، فهذا لا يفطّر؛ لأنّه دم يسير لا يؤثّر في البدن تأثير الحجامة فلا يكون مفطرًا، والأصل بقاء الصيام، ولا يمكن أن نفسده إلّا بدليل شرعي، وهنا لا دليل على أنّ الصّائم يُفطر بمثل هذا الدم اليسير، وأمّا أخذ الدم الكثير من الصّائم من أجل حقنه في رجل محتاج إليه مثلًا، فإنّه إذا أخذ من الدم الكثير الذي يفعل بالبدن مثل فعل الحجامة، فإنّه يفطر بذلك، وعلى هذا فإذا كان الصوم واجبًا، فإنّه لا يجوز لأحد أن يتبرع بهذا الدم الكثير لأحد، إلّا أن يكون هذا المتبَرَّع له في حالة خطرة لا يمكن أن يصبر إلى ما بعد الغروب، وقرر الأطباء أنّ دم هذا الصّائم ينفعه ويزيل ضرورته، فإنّه في هذه الحال لا بأس أن يتبرع بدمه، ويفطر ويأكل ويشرب حتى تعود إليه قوته، ويقضي هذا اليوم الذي أفطره”، والله تعالى أعلم.