هل التمباك يفطر في رمضان

في معرفة حكم التمباك أو الشمة في نهار رمضان، فهو مُفسدٌ للصوم، فهي إذا ما وضعت في الفم، فإنها تتحلل وتدخل منها أجزاء إلى الجوف مع الريق، فالشمّة هي التبغ غير المحروق، يُخلط به العديد من المواد الأخرى، ويضعها الناس في أفواههم، وهي محرّمة شرعًا في رمضان، وفي سائر الأوقات، وقد قال فيها العلماء:” لا شك أن الدخان والنارجيلة والشمة ونحوها محرمة؛ لأنها خبيثة كلها”، فقد حرّم الله الخبائث على بني آدم، كما أنّها مضرّة بالصحة، وكلّ ما هو مضرّ بالصحة، وقد يؤدي بالإنسان إلى الهلاك هو مُحرّم شرعًا، والله تعالى أعلم.

هل الدخان يفطر الصائم

جاء في قول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عندما سئل عن التدخين هل هو من المفطرات أم ّلا، أنّه مُفطر فهو يصل إلى الجوف والمعدة، حتى أنّهم يسمونه شرب الدخان، وكلّ ما وصل للجوف والمعدة هو من المفطرات، سواءً كان نافعًا أم ضارًا، ومهما كان الشيء الذي وصل إلى الجوف فلا ضرورة لأن يكون مغذيًا أو نافعًا، والتدخين مكروه في الشريعة الإسلاميّة، ومن العلماء من حرّمه تحريمًا قطعيًا لما يسببه من أذى للإنسان، ولعلّ رمضان المبارك هو فرصة مناسبة لمن صدق العزيمة، وأراد أن يتخلّص من التدخين إلى الأبد، فهو ممسك طوال نهاره، ويستطيع أن يشغل ليله في رمضان بالعبادة ومجالسة الصالحين، فهو إذا امتنع عنه خلال الشهر، فإن ذلك عون كبير على أن يدعه في بقية العمر، وهذه فرصة يجب أن لا تفوت المدخنين.

هل البخور يفطر الصائم

في الإجابة عن السؤال هل البخور يفطر فهناك آراء مختلفة بين أهل العلم في هذا الأمر، ومنهم المذاهب الأربعة، وذلك في حكم شم الطيب والمسك والعود في نهار رمضان كما يأتي:

المذهب المالكيّ: ذهب المالكية إلى أنّ أيّ نوعٍ من أنواع الدُّخان الذي يصل إلى الحلق بقَصدٍ يُعَدّ مُفطِّرًا؛ سواءً كان الدُّخان ناتجًا من حرق البخور، أو السجائر، أو غيرها، أمّا ما وصل منه إلى الحلق بغير قَصد، فإنّه لا يُفطّر.
المذهب الشافعيّ: ذهب الشافعية إلى أنّ ما يصل إلى الجوف من الروائح، كرائحة البخور، وغيره لا يُعَدّ من المُفطرات، حتى وإن كان شمّها مُتعمَّدًا؛ لأنّها ليست من الأعيان في عُرف الصيام.
المهب الحنفيّ: ذهب الحنفية إلى أنّ دخول الدُّخان، أو ما شابهه، كالبخور بأيّ صورة كانت إلى حلق الصائم وهو مُتذكِّرٌ لصيامه يكون مُفطِّرًا له؛ وذلك لسهولة التحرُّز والابتعاد عنه، ولا يُعامَل مُعاملة شَمّ الورد أو العطر؛ لأنّ جوهر البخور وصل حقيقةً إلى حلقه بفِعله وقَصده، في حين أنّ الورد والعطر يمثّل هواء تطيَّبَ برائحة الورد، وهو لا يُفطِّر.
المذهب الحنبليّ: ذهب الحنابلة إلى أن شمّ البخور ليس من المُفطرات؛ لأنّه ليس ممّا يُؤكَل، أو يُشرَب، ولا في معناهما.