هل استنشاق بخار الماء يفطر الصائم

إنّ استنشاق الصائم للبخار الذي ينتج عن الاستحمام بالماء الساخن لا يفطر بحسب إجماع أهل العلم؛ وذلك لأنّه يدخل لجوف الصائم دون قصد منه، بل غلبة دون أيّ قصد، فاستنشاق البخار يفسد الصيام إذا وصل إلى الحلق، وكان عن اختيار، وذكر، وعلم، فإن استنشقه الصائم بغير اختياره، أو ناسيًا، أو جاهلًا بحرمته على الصائم؛ فإن صيامه صحيح، ولا يطالب بالقضاء، وإن استنشقه مختارًا، ذاكرًا، عالمًا بالتحريم؛ فإنّ الصيام يبطل، ويلزم قضاءه.

حكم استنشاق الصائم البخار المتصاعد من الطعام

إنّ البخار الذي يتصاعد من قدر الطعام يعدّ مُفطرًا إذا وصل إلى الحلق، واستنشقه الصائم باختيار سواء كان الصائم هو من يقوم بالطبخ، أو كان أحدًا غيره، وفي حال وصل البخار للحلق بعير اختيار الصائم فهو لا يُفسد الصيام، وقد قال الشيخ أحمد الدردير في الشرح الكبير على مختصر خليل في الفقه المالكي بعد أن ذكر أن استنشاق البخور مفطر: “ومثله بخار القدر فمتى وصل للحلق أوجب القضاء”، كما قال الدسوقي في حاشيته معلقًا على الكلام السابق: “واعلم أن محل وجوب القضاء بوصول البخور وبخار القدر للحلق إذا وصل باستنشاق، سواء كان المستنشق صانعه أو غيره، وأما لو وصل واحد منهما للحلق بغير اختياره فلا قضاء لا على الصانع ولا على غيره على المعتمد”، والله تعالى أعلم.

حكم صيام من استعمل البخار للعلاج

إن استعمال البخار للعلاج يفطر طالما أنّه يحتوي على رذاذ أدوية، ويصل إلى حلق الصائم، وعلى المريض أن يقضي ما قام بفطره من أيام رمضان، وهذا إذا ما كان المريض قادراً على صيام القضاء، فإذا كان قادرًا فلا بد أن يقضي ما فطره بسبب المرض في رمضان، وقد جاء ذلك في قوله في سورة البقرة: “فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ”، والله تعالى أعلم.