معلومات اونلاين
مقالات مشابهة
الرقية الشرعية العامة
الرقية الشرعية هي عبارةٌ عن آياتٍ قرآنيّةٍ من الذّكر الحكيم وأذكار نبويّةٍ صحيحة، يقرأها المسلم على نفسه وعلى غيره باللغة العربيّة الصّحيحة مع إخلاص النّيّة لله تعالى، والجزم بأنّ الله تعالى هو الّذي يشفي ويرفع الكربات ويخفّف الآلام ويزيلها، وهي سنّةٌ مأخوذةٌ ومستحبّةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهذه الرقية يمكن للمسلم ان يقرأها ليحصّن نفسه من الأمراض والعلل والمصائب كالسّحر والعين والحسد، كذلك يمكنه قراءتها ورقية نفسه أو غيره بها من أجل طلب الشّفاء من الله تعالى، ومن أعظم الآيات والأذكار المقروءة في الرقية الشّرعية، سورة الفاتحة لما فيها من إظهار العبودية والتّذلل لله سبحانه وتعالى، كذلك آية الكرسيّ وأواخر سورة البقرة، وفيها الكثير من الأذكار النّبويّة الصّحيحة الّتي كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يرقي بها نفسه ويرقي بها المرضى من المسلمين.
طريقة الرقية الشرعية على الماء
قد أجاز أهل العلم للمسلم أن يقرأ الآيات والأذكار الخاصّة بالرقية الشّرعية على الماء لشربه أو الاغتسال به، وذلك بنيّة الشّفاء من الأمراض الرّوحيّة والعضوية، وطريقة الرقية على الماء بأنّ يأتي المسلم أو المسلمة بقدحٍ أو جالونٍ أو أيّ شيءٍ يريده، يصبّ فيه الماء، ويقرأ عليه ما تيسّر له من الآيات والأذكار الّتي ثبت أنّها من الرقية الشرعية، وينفث في الماء بعد القراءة، ويشرب من هذا الماء ويغتسل به أو يتوضّأ، وإنّ للنفث بالماء أسرارٌ كثيرة منها إزالة آثار النّفوس الخبيثة، ومن الجدير التّنبيه على ألّا يصرّف هذه المياه في الأماكن الّتي يدخلها النّجس كالحمّام أو غيره، وإنّما يتخلّص منها في مكان طاهر، كسكبها على تربة الأرض الطّاهرة أو يسقي بها شجرًا وما إلى ذلك، ولقد أفتى بجواز القراءة والنّفث بالماء عددٌ كبيرٌ من الأئمّة المعاصرين منهم الشّيخ ابن بازٍ والشّيخ ابن عثيمين رحمهما الله تعالى، كذلك الشّيخ صالح الفوزان وغيره.
الرقية الشرعية على الماء مكتوبة
توجد العديد من الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث النّبويّة المباركة، والّتي يمكن للمسلم أن يقرأها على الماء وينفث فيه للرّقية، وسيتمّ فيما يأتي ذكر بعضٍ منها وهي الرقية الشرعية على الماء مكتوبة:
- قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.
- قال الله تبارك وتعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}.
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ”.يقوله ثلاثًا.
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أذْهِبِ البأسَ، رَبَّ الناسِ، واشفِ أنت الشافي، لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُك، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا”.
طريقة الرقية الشرعية من العين والحسد
لم تحصر الشّريعة الإسلاميّة طريقةً واحدةً للعلاج من الإصابة بالعين أو الحسد، بل هناك العديد من الطّرق المتاحة، كأن يقرأ المسلم الرّقية الشرعية على موضع الألم أو على جسمه كاملًا مباشرة، أو أن يقرأ المسلم الآيات والأذكار ونفثها بيديه، ثمّ يمسح على جسمه ومواضع الألم، كذلك أن ينفث ما قرأه على الماء ثمّ يغتسل بهذا الماء أو يتوضّأ أو يشربه، وأمّا إذا كان الحاسد أو العائن معروفًا فيمكن للمسلم أن يغتسل بماء وضوء هذا الشّخص، فذلك ما فعله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين أمر العائن بالوضوء وغسل أطراف جسمه، ثمّ أمر المصاب بالعين أن يغتسل بماء وضوء العائن، وكلّ الطّرق في الرقية صحيحةٌ ونافعةٌ بإذن الله جلّ وعلا.
الرقية الشرعية للتداوي
سنعرض فيما يأتي بعضًا من آيات وأذكار الرقية الشرعية للتداوي من جميع آلام البدن، وما يصيب روح المسلم من العين أو الحسد أو السّحر، وهي:
- سورة الفاتحة وآية الكرسي، والمعوذات.
- {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}.
- {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}.
- {إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
- أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
- أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها، وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن.
- اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت.
حكم الرقية الشرعية
إنّ الرقية الشرعية هي جائزةٌ باتّفاق المذاهب الأربعة وإجماع العلماء المسلمين، فهي سنّةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: “رَخَّصَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الرُّقْيَةِ مِنَ العَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ”. وإنّ الرقى لا بأس بها ما دامت خاليةً من الشّرك والتوسّل إلى غير الله تبارك وتعالى، وممّا حرّم الله سبحانه ورسوله، وعلى المسلم أن يلتزم بشروط الرقية وضوابطها، والله أعلم.
وقت الرقية الشرعية
لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن أمر بالرّقية أو رقى نفسه أو أحدًا من صحابته الكرام في وقتٍ معيّن، ومن ذلك يمكن للمسلم أن يُرقي نفسه أو غيره في أيّ وقتٍ شاء، لكنّ أهل العلم قالوا بأنّ تحرّي أوقات الإجابة كجوف اللّيل ووقت السّحر وغيره من الأوقات، هو أفضل وأنفع وأحسن للرّقية بإذن الله تبارك وتعالى، والله أعلم.
شروط الرقية الشرعية
للرقية الشرعية عددٌ من الشّروط الّتي يجب على المسلم أن يلتزمها وأن يراعيها، وإلّا كانت رقيته غير صحيحةٍ ولا نافعة، وهذه الشّروط هي:
- أن تكون الرقية بكلام الله تعالى ودعائه بأسمائه وصفاته أو بالأذكار المأثورة عن رسول الله.
- أن تكون خاليةً من أنواع التوسّل والاستعانة غير المشروعة.
- أن تكون باللّغة العربيّة الصّحيحة.
- الاعتقاد الجازم بأنّ هذه الرقية لا نفع لها إلّا بإذن الله تعالى وتقديره.
