كيف استغل العشر الاواخر من رمضان

كيف استغل العشر الاواخر من رمضان

بداية العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من رمضان تبدأ عند مغيب شمس اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك، وتنتهي بانتهاء الشهر الفضيل، سواء كان عددها عشرة أيام كاملة، أو تسعر فيبقى اسمها العشر الأواخر، وذلك لأن الأصل أن يكون عددها عشرة أيام، ولهذه الأيام أهميّة كبيرة وقيمة عظيمة في قلوب العباد المؤمنين، وتأتي هذه الأيام الروحانيّة والربانيّة من منزلة الليالي الشريفة التي فيها، ففيها ليلة القدر، تلك الليلة المباركة التي وصفها الله –سبحانه وتعالى– بأنَّها أفضل من ألف شهر، ويستحب القيام بالعديد من الأعمال في هذه الأيام المباركة، سنذكرها تاليًا.

كيف استغل العشر الاواخر من رمضان

على المسلم أن يقتدي بنبيه الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم– في كل أموره، ومنها ما كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يقوم به في شهر رمضان المبارك، فقد كان رسول الله يزيد من الطاعات في العشر الأواخر، وذلك فيما روته السيدة عائشة في الحديث الشريف: “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”، وسنذكر فيما يأتي أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في العشر الأواخر من رمضان:

  • قراءة القرآن الكريم: فقد اختصّ الله تعالى شهر رمضان المبارك بأنّه أنزل فيه القرآن الكريم على قلب رسول الله عليه الصلاة والسّلام، فمن سنن النبيّ هي الإكثار من قراءة الكريم في شهر رمضان المبارك، وهذا ما سار عليه السلف الصالح، فكان أكثر ما يقرؤون القرآن في شهر رمضان المبارك، ويبتعدون عن الناس، ويكتفون على القراءة.
  • صلاة قيام الليل: لقد عدَّ قيام الليل شرف المؤمن وخصلة واضحة في تقواه، فكيف إن اجتمع فضيلة قيام الليل مع فضيلة العشر الأخير من رمضان، سيجد حينها المؤمن الفوز العظيم والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، فيكفي للمؤمن أن يعلم أن صلاة الليلة تشهدها الملائكة، ويسمع الله دعاءها، ويجيبه فلا يدع. ذنبًا للعبد إلا ويغفره ولا يترك له مسألةً إلا ويعطيه إياها فكيف إن وافقت هذه الصَّلاة ليلة القدر، وتكون صلاة قيام الليل على هيئة ركعتين اثنتين كما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “صلاةُ اللَّيلِ مَثنَى مَثنَى”.
  • الدعاء: إنَّ الله -سبحانه وتعالى- يحبُّ أن يسأله عباده حاجاتهم وأمورهم الدُّنيويَّة والأخرويَّة، وقد بشَّر النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- بأنَّ الله -عزَّ وجل- لن يردَّ دعاء العباد، وإنَّما يستجيبه له، ليس هذا فحسب، ولكن الله يغضب من العبد الذي لا يسأله أمور حياته، فقد قال عليه الصَّلاة والسَّلام: “إنَّ اللَّهَ حيي كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ”، وأيُّ وقت أعظم للدُّعاء من ليالي وأيام العشر الأخير من رمضان، وهو الشَّهر الذي فتح الله به أبواب السَّماء لاستقبال دعاء الصَّائمين.
  • الإكثار من الذكر: قيل إنَّ أفضل الصُّوام هم الذين يرافق صيامهم ذكرٌ لله -سبحانه- وتعالى، والذكر باللسان من العبادات القلبيَّة، فهي عبادة لا ترتبط بوقت معينٍ، فيستطيع الإنسان أن يكسب الثَّواب العظيم وهو في يسير إلى عمله، أو يجهز لأمور حياته الدُّنيويَّة، فمن أعظم العبادات أن يكون اللسان رطبًا بذكر الله، وهناك الكثير من أنواع الذِّكر التي وردت عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن ذلك قول النَّبي إبراهيم -عليه السلام- له في حادثة الإسراء والمعراج “أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ، وأخبرْهم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ”.
  • الإكثار من الصدقات: اتّفق الفقهاء على أنّ أجر القيام بالطّاعات مضاعف في شهر رمضان، وبالأخص العشر الأواخر من رمضان، وذلك لوجود ليلة القدر فيها، بدليل ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها– قالت: أنَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”، ومن الطّاعات الإكثار من الصّدقات، واستحباب الصّدقة وفضلها عظيم بشهر رمضان كلّه، لكنّها في العشر الأواخر أعظم وأفضل وأكثر أجراً.
  • تحرّي ليلة القدر: لقد تواترت الأحاديث في فضل ليلة القدر وحثِّ الصَّحابة على تحري هذه الليلة الشَّريفة في ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان، فقد روى أبو هريرة عن النَّبي محمد -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، فالعمل في هذه الليلة من صلاة واستغفار وتسبيح وتهليل مضاعف عن أي يوم في السنة، ويفتح الله في هذه الليلة أبواب الخير والتَّيسير لكل عملٍ صالح، فمن أراد المغفرة والعتق من النَّار، ومن أراد الفردوس الأعلى من الجنَّات فما عليه إلَّا التماس هذه الليلة، والمواظبة على الأعمال الصَّالحة فيها.
  • الاعتكاف: الاعتكاف إن عبادة الاعتكاف في المساجد والانقطاع لعبادة الله لها ثواب عظيم عند الله -سبحانه- وتعالى، وخاصّة إذا بادر المسلم للاعتكاف في العشر الأخير من رمضان اقتداءً بسيد المرسلين، ومن أراد الاقتداء بهذه السُّنة النَّبوية، فمن الأفضل له الذَّهاب إلى المسجد قبل غروب شمس اليوم العشرين من رمضان، والبقاء في المسجد إلى انتهاء العشرة أو لحين صلاة العيد، ولقد أُثر عن النبي -عليه السَّلام- أنَّه كان دائم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وقد ورد في الصَّحيح “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يعتكفُ في العَشْرِ الأواخرِ مِن رمضانَ، فسافَر ولم يعتكِفْ، فلمَّا كان مِن العامِ المقبِلِ اعتكَفَ عشرينَ يومًا”.

فضل العشر الأواخر من رمضان

بعد معرفة الإجابة على السؤال كيف استغل العشر الأواخر من رمضان المبارك، سنتحدّث عن فضل العشر الأواخر من رمضان، وترتّب العديد من الفضائل على العشر الأواخر يُذكر منها:

  • تحصيل عظيم الخيرات، والحسنات، والأجور، وفي ذلك اقتداءٌ بالنبيّ عليه الصلاة والسلام، فقد وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال النبي بالعشر الأواخر قائلةً: “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”. كما رُوي عنه أنّه كان يجتهد في شهر رمضان بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيره من الشهور، وتجدر الإشارة إلى أنّ إحياء النبي للعشر الأواخر لا يعني قيام الليلة كاملةً بالصلاة؛ إذ رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي لم يصلِّ ليلةً بكاملها حتى يصبح، فالإحياء لا يقتصر على الصلاة، بل قد يكون بعباداتٍ أخرى، كالذكر، وتلاوة القرآن، والصدقة، وغيرها.
  • ثبوت سنّة الاعتكاف في ليلة القدر بالقرآن، والسنّة، والإجماع، وهي تُعدّ خيراً من ألف شهرٍ، ولم يُروَ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه ترك الاعتكاف في العشر إلّا إن كان خارجاً للجهاد في سبيل الله، وقد اعتكف الصحابة -رضي الله عنهم- معه، واعتكفوا بعده؛ اقتداءً به.
  • عكوف القلوب على ربّها في تلك الليالي، وتعلّقها به؛ فالصيام يُحدِثُ أثراً طيباً في النفس، ويزكّيها، ويَصلُ بها إلى مراتب الكمال.

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

تأثير الألعاب الإلكترونية على الدماغ

تأثير الألعاب الإلكترونية على الدماغ

تأثير الألعاب الإلكترونية على الدماغ

من هو الصحابي الذي كان يرد السهام عن الرسول في أحد

من هو الصحابي الذي كان يرد السهام عن الرسول في أحد

من هو الصحابي الذي كان يرد السهام عن الرسول في أحد

كم عدد لترات الدم في الجسم البشري

كم عدد لترات الدم في الجسم البشري

كم عدد لترات الدم في الجسم البشري

شروط الرقية المشروعة هي

شروط الرقية المشروعة هي

شروط الرقية المشروعة هي

اهمية تلاوة سورة الصافات في الرقية الشرعية

اهمية تلاوة سورة الصافات في الرقية الشرعية

اهمية تلاوة سورة الصافات في الرقية الشرعية