قصة الإسراء والمعراج كاملة بالتفصيل

قصة الإسراء والمعراج كاملة بالتفصيل

رحلة الإسراء والمعراج

تُعرّف قصة الإسراء والمعراج في الإسلام بأنَّها معجزة عظيمة أيّد الله تعالى بها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وتشير معلومات هذه الرحلة أنَّ الله تعالى بعث جبريل عليه السلام إلى النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان هذا قبل العجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فسرى به جبريل عليه السلام من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، ثمَّ عرج به من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة، ثمَّ عاد إلى فراشه في مكة المكرمة في نفس الليلة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنَّ هذه الرحلة وردت في سورة الإسراء، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}  وفيما يأتي سوف نلقي الضوء على قصة الإسراء والمعراج كاملة بالتفصيل.

قصة الإسراء والمعراج كاملة بالتفصيل

للتفصيل في قصة الإسراء والمعراج، لا بدّ من تقسيم الأحداث في هذه القصة، فنتحدث عن التجهيز لرحلة الإسراء والمعراج، ثمَّ عن السري إلى المسجد الأقصى ثمَّ العروج إلى السماء: 

ما قبل رحلة الإسراء والمعراج

في ليلة من الليالي ما قبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، بينما كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- في بيت أم هانئ، فُتح سقف البيت ونزل إلى الغرفة التي يجلس فيها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- ملكان اثنان، فأخذا النبي إلى منطقة الحطيم القريبة من بئر زمزم، فشقا صدر النبي وقاما بغسله بالماء لتجهيزه روحيًا لرحلة الإسراء والمعراج العظيمة، وفي هذه القصة تحدث الحافظ ابن حجر في كتابه فقال: “وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك”، فكانت هذه الحادثة تجهيزًا من الله تعالى لنبيه لرحلة الإسراء والمعراج العظيمة.

الرحلة إلى المسجد الأقصى

بأمر من الله تعالى نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان يركب دابة اسمها البراق، وهي دابة في شكلها أصغر من الفرس وأكبر من الحمار بقليل، ولكنها سريعة جدًا، حيث إنّ خطوتها بطول مدى رؤيتها، فركب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على هذه الدابة وسرى به جبريل عليه السلام من مكة المكرمة غلى المسجد الأقصى بإذن  الله تعالى.

العروج إلى السماء السابعة

بعد أن وصل جبريل -عليه السلام- بالنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى المسجد الأقصى، عرج به إلى المساء بإذن الله تعالى، وفي السماء الدنيا رأى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- نبي الله آدم عليه السلام، فسلم عليه ورد عليه نبي الله السلام، ثمَّ تابع صعوده إلى المساء الثانية، فرأى فيها نبي الله يحيى ونبي الله عيسى عليهما السلام، فرمى عليهما السلام، ثمَّ إلى السماء الثالثة فرأى فيها نبي الله يوسف ثمَّ في السماء الرابعة رأى نبي الله إدريس عليهم السلام أجمعين، ثمَّ في السماء الخامسة رأى نبي الله هارون عليه السلام، ثمَّ في السماء السادسة رأى نبي الله موسى عليه السلام، ثمَّ في السابعة رأى نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان يسلم عليهم واحدًا واحدًا ويردون عليه السلام، ثمَّ وصل النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى سدرة المنتهى، ثمَّ وصل إلى البيت المعمور وتحدث مع الله تعالى، وهناك فُرضت الصلاة على المسلمين، وهناك عرض الله تعالى عليه اللبن والخمر فاختار اللبن، وهناك رأى الجنة ورأى النار ورأى أناسًا يتعذبون في النار، ثمَّ شاء الله تعالى أن يرجع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى فراشه في ذات الليلة، والله تعالى أعلم.

متى كانت قصة الإسراء والمعراج

لم يحدد أهل العلم عبر التاريخ الوقت الصحيح الذي حصلت به قصة الإسراء والمعراج، وذلك لأنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يحدد الوقت الصحيح الذي حصلت فيه هذه الحادثة أو المعجزة، ولكن المؤرخين يقولون إنَّها حصلت قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعام واحد فقط، بينما يقول آخرون إنَّها حصلت قبل الهجرة إلى المدينة بخمسة أعوام، ويرى آخرون إنَّها حصلت قبل الهجرة بشهر واحد فقط، ولكن تحديدها بشكل صحيح صعب وغير مؤكد، وقد قال ابن تيمية في تحديد ليلة الإسراء والمعراج: “ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يُعرَف أي ليلة كانت..”. 

أسباب حدوث رحلة الإسراء والمعراج

توجد العديد من الأسباب وراء قصة الإسراء والمعراج، وقد حدد أهل العلم هذه الأسباب في النقاط الآتية:

  • السبب الأول: أن يتم في هذه الرحلة زرع اليقين الأبدي في قلب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يتم تثبيته على الحق، وأن يتم تخفيف الألم والحزن الذي يسكن في قلب النبي بسبب معاملة أهله له بعد أن جهر بالدعوة الإسلامية.
  • السبب الثاني: أن يتمّ إعلام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بآيات الله الكبرى، ولكي ياقرأ النبي قدرة الله العظيمة على الخلق ولكي يرى النار والجنة، ويدعو الناس إلى الدين الحق لتجنب العذاب ونيل الثواب.
  • السبب الثالث: أن يتم إيناس رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وإعلامه بأنّه خير الناس أجمعين منذ أن خلق الله تعالى البشر، وأن يرى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- الأنبياء والمرسلين أجمعين.

رحلة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم

وردت قصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء وفي سورة النجم، حيث فصلت الآيات القرآنية بهذه الرحلة العظيمة، وفيما يأتي نذكر هذه الآيات المباركة التي تناولت الحديث عن هذه القصة:

  • قال تعالى في بداية سورة الإسراء: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. 
  • قال تعالى في مطلع سورة النجم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}. 

رحلة الإسراء والمعراج في السنة النبوية

أمَّا في السنة النبوية المباركة فقد وردت قصة الإسراء والمعراج في الحديث الشريف الذي رواه مالك بن صعصعة الأنصاري، والذي جاء فيه: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا….”  والله تعالى أعلم.

الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج

لا شكّ أنَّ كل أمر من الأمور الإسلامية هو وحي من الله تعالى، لا شكّ في أنَّ الله تعالى هو الحكيم العليم، لا يقوم بأمر إلَّا وبه حكمة بالغة قد يراها الإنسان ويدركها بعقله وقد لا يراها، أمَا الحكمة الكامنة في رحلة الإسراء والمعراج فهي حكمة عظيمة، تتجلى في إعجاز المشركين وزيادة المؤمنين بما جاء به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كما تكمن الحكمة في هذه الرحلة في إيناس رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي كان قد تعرض إلى الكثير من الأذى في رحلته إلى الطائف، وتتجلّى الحكمة أيضًا في إظهار قدرة الله تعالى للنبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، والله تعالى أعلم.

عن lina ahmad

شاهد أيضاً

من هو الصحابي الذي كان يرد السهام عن الرسول في أحد

من هو الصحابي الذي كان يرد السهام عن الرسول في أحد

من هو الصحابي الذي كان يرد السهام عن الرسول في أحد

كم عدد لترات الدم في الجسم البشري

كم عدد لترات الدم في الجسم البشري

كم عدد لترات الدم في الجسم البشري

شروط الرقية المشروعة هي

شروط الرقية المشروعة هي

شروط الرقية المشروعة هي

اهمية تلاوة سورة الصافات في الرقية الشرعية

اهمية تلاوة سورة الصافات في الرقية الشرعية

اهمية تلاوة سورة الصافات في الرقية الشرعية

الصحابي الجليل الذي هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم هو

الصحابي الجليل الذي هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم هو

الصحابي الجليل الذي هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم هو